الجمعة، 13 يوليو 2018

الخشبة والمسمار..... للشاعر عبد الحميد مشكوري

الشاعر عبد الحميد مشكوري

يكتب .............................

----------------------------------

الخشبة والمسمار


أنّتْ خشبةٌ وَجَعا

تحت وقْع مِسْمار

قالت ألا تشعر بألمي

ألا تحسّ بي يا قاهِري

ألا تدري ما ألحقت بي 

من عظيم الأضرار 

جرحت إحساسي 

كسرت خاطري

سكنت أحشائي 

دون سابق إنذار


غريبة عن أترابي

بعيدة عن دياري

ضعيفة أنا 

لا أقوى على الإعصار

جذع مقطوع أنا 

تخلت عني أشجاري

جرفني العشق

انحرفت عن التيار

جرفني الطوفان 

فتحطمت أغصاني

انشطر الفؤاد

وما ألفت آلام الانشطار

علمتني قسوة حبك

أن أعشق ألمي

أن أعشق جرحي

ألا أحترق كالشمعة

من طول انتظار


لا أبالي بسواد الليل

ولا أبالي بأحزاني

ولا بالعاشقات من حولك

ولا بصرخة الانكسار

رهيب شغفي

حين تلامس رغبتك انفعالي

ترتعش الزنابق الليلية

مع نشوة الإبحار

حين تغتصبني غطرستك

فيهدأ انفعالي

ترتخي شراعي

فتغفو الأجساد مع الأبصار

تَحْبَل الأحلام ساعة

وتُجهِض مع آخر أنفاسي

استسلم لعشق كان قدري

كما تستسلم السحب

المثقلات بالهموم للأقدار


فتنزل دموعها غزيرة

على شكل أمطار .

فرد المسمار قائلا تمهلي

أليس الجار للجار

اسمع حكايتي وإليك خصالي

أنا مخلوق ضعيف غريب الأطوار

من الهموم أعاني وغيري لا يبالي

أمارس في الحياة أدواري

أصلح بين العاشقين حينا

وحينا سهما في أجنحة الأطيار

أصِلُ الأرحام تارة

وتارة اُتعب الناس في الأسفار

هي الدنيا أثقلت كاهلي

بالطرق على الرأس دوما

فاختراق أو اعوجاج في الأظْهار 

سئمت العيش فالحياة تؤرقني

فما بالك إن عشت طول الأدهار


أتوق شوقا لدفء يغمر أحضاني

أفتش عن قصص تُسْرد وراء ستار

أبحث عن لحظات مع أنفاسي 

تحت ضوء خافت لقنديل 

في ليل غابت عنه جميع الأقمار

أداعب في همس

قصيدة جميلة الأشفار

رشيقة المعاني ممشوقة الأوتار

مخملية الريش عروس في النهار

أسطورة الزمان عميقة الأسرار

خارقة الخيال روضا من الأزهار

أريجها ملأ الدنا وثغرها نبع الأنوار

تلاشى هيكلي في أرجائها 

وانساب في جميع الأغوارِ

هي خشبة عشقت في مسمارِ

-----------------------------------

عبد الحميد مشكوري

الجزائر -- بسكرة --

2018/07/13

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق