في الذاكرة
قلبي مكبوت مكتئب ..
من أرض تكسوها الحرب .
ضرب قتل في الساحات ..
تدمير وفناء حياة .
ودماء تجري كالنهر
من طفل مذعور يجري
وجيوش تزحف مسعورة
تبتر أذرع تحمل صورة
تحضنها أم عن طفل
كان نحو الغابة يجري
أفنته قذيفة دبابة
داسته أرجل دبابة
والأم تذرى بقذيفة
والصورة هشمها جنود
طارت مثل الأم الصورة
والجدة سمعت ما يجري
ورأت بالعين ما صار
صارت بالمنديل تلوح
صاروخ جاء للجدة
والرأس العريان طار
وصل عند الجد وحط
بين يدي الشيخ الصامت
نطق الرأس وراح يزغرد
والتهليل الجد يشدد
صار يكبر قام يهدد
طفلي رحل صار شهيدا
أمه في الميدان شهيدة
والجدة جاءت توقظني
صارت في الميدان شهيدة
رووا وجه الأرض دماء
ويل مني للجبناء
ويل مني للأعداء
والويل لم تولد فيه
أغلق صوت الحرب فاه
فالحرب أردته شهيدا
حولت الجد أشلاء
ملأ صدر البيت دماء
سالت رسمت صورة طفل
كان نحو الغابة يجري
والأم كالرمل تذرى
والجدة لا رأس عليها
والجد أضحى أشلاء
والصورة خطتها دماء
شهداء الحرب الهمجية
في صدر البيت بجدار
في بيت قد صار دمار
صارت حجا للزوار
زوار الحرب التجار
في بيت أضحى آثارا
رسم تأتيه التجار
تجار الحرب الهمجية
والرسم يشرى ويباع
جاء التاجر .. جاء الفاجر
من قادوا الحرب الهمجية
دفعوا مليوني دولار
ثمنا للصورة الدموية
باعوها أعوان الباغي
باعوها والفكر شريد
ماذا كان الباغي يريد
غسل الآثار الدموية
من أفكار الجيل الصاعد
أو راموا نهب الآثار
وضعاف النفس التجار
بالبخس باعوا الشهيد
لكني من قلب حاقد
إني الثائر إني الصامد
لن يثنيني نهب الصورة
في فكري صارت محفورة
إني في الميدان المارد
لن أخشى حربا وحديد
لن أخشى هولا ووعيد
سأعيد دمائي المهدورة
وأعيد للوطن الصورة
كي تبقى منار الأجيال
في صدر البيت أعلقها
كي تستنهض كل بليد
بدماء سالت وشهيد
والله لكلامي شهيد .
تحياتي
برصوم كساب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق