عويل الصبح
عند أول ضرس من أنياب الوجع استيقظت
وعلى مخدتي مداراة من نزيف البؤس الشديد
كان منديل الوطن مكحلاً بالجمال
وملطخاً بترهات الفوضى
وكان الخوف كلباً مسعوراً
يعوي في أزقة المدن الثكلى
في كهوف الحيرة استقرت خفافيش الظلام
الوطن مذبوح,,
والخوف يطارد سراب الحلم الأبدي
إخوتي لم يعودوا إخوتي
ومصباح غرفتي معدوم الرؤى
من خلف نافذتي ينبعث هسيس من سواجع النور
في المآقي تجري شلالات سواجم النجيع
تغرق بكارة الصبح البريء
لم تكن هناك براءة للقداسة في عيون الأخوة
جاؤوا يتباكون على قميص قد من دبر
دم كذب وفي النفوس معبد للأوثان
عند أول ظهور كان الهيكل
مترامياً ومتساقط الجدران
لم يبق شيء من الأساس
حجريطوف حوله رهبان الكلام
أيها الشعراء الغاوون اشتدت رياح غربتكم
فادخلوا قلنسوة عباءتي وتدثروا في جلباب الصمت
فقد أخرجت نفسي من فحوى المعنى بسن من ذهب
وتربعت على عرش القداسة ملكاً حزيناً
في جعبتي أسرار و تاريخ غابر
وقائمة بأسماء الفاشيين
الذين شيدوا مقابرا على جماجم الموتى
وكبلوا أجساد الفقراء بسلاسل القهر
فلسطين لم تعد فلسطين
فالمسألة محلولة على الدفاتر ومجزومة
و لا تحتاج لطلاسم البراهين
والعرب طلاب مهذبون
ومأجورون
اقتلعوا الشوك من العيون
ومن دون إملاء وشروط دقوا مسمارا في نعش العروبة
وحملوا فوق رأسهم الفارغ .....
حمية الثأر والجنون
ورددوا شعارهم المعهود فارغ المضمون
اليهود باقون والعرب باقون
والصراع المحتوم سيدوم ويطول
والدم سيكون نهرا رافدا حتى حدود فلسطين
الشاعر غسان أبو شقير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق