رماني زماني بالهوى فأذلني
وكنتُ كطفلٍ قد تجنّبه العمرُ
وكان فؤادي مايزالُ بمهدِه
وكنتُ له ثدياً فأزرى به الغدرُ
وأضحى يرائي بالوفاءِ مراوغاً
ولكن أحوالي ينوءُ بها النّكرُ
لماذا إذا جاءت و ألقَت تحيّةً
يرفرفُ صدري مثل طيرٍ فما السّرُ
لماذا إذا مرَّت ببابي هُنيهةً
تثنّى لها بابي و راقَ له السّكْرُ
لماذا إذا جادت عليَّ بنظرةٍ
زكا الغصنُ في قلبي وضاعَ به الزهرُ
لماذا إذا غابت تجلّت بخاطري
وإن حضرَت يسري ولا يرجِعُ الفكرُ
ويبقى سؤالي في ضلوعي كهاجسٍ
أقولُ له صبراً يقولُ وما الصّبرُ؟
أيا قلبُ قل لي هل فُتنتَ بسحرِها
بربّكَ قل لي هل رماكَ بها الدّهرُ
يميناً لأنتَ الصّبُّ دون مشيئتي
كأني أنا كأسٌ وأنتَ به خمرُ
أتنكرُ حباً قد تلظّى لهيبُه
وهل تُخمَدُ النارُ التي تحتها جمرُ
كفاك الرزايا قد رمتك بسهمها
وضاقَت بكَ الدّنيا إلى أن دنا القبرُ
خالد الحسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق