أذكر أن امرأة...
أذكر أن امرأة
تخللتني شهيقا
آن فاض الفؤاد بحبها مع
الزفير
آن صار
الشعر في وصفها
جنات وبيادر تتغنى لها
العصافير
آن صارت قصائدي أنسام
طوافة تعانق الأنام
من الهجير
تسربلتني وأثملتني
من خمر عينيها آن ظننت
أني أطير
آن ظننت شموس
الدنيا وكواكبها من قلبي
تنير
عطرتني وأسعدتني
ونصبتني تارة ملكا وتارة
أمير
أبهجتني وأطربتني
أحيتني في الأولى وقتلتني في
الأخير
ثم جلست تنتشي
من ذكرى أحرفي الفواحة بالعبير
أذكر أن امرأة
هزمتني أسوأ انهزام
أحتلتني وأسرتني
واجتاحت عواصمي طوعاً
بلا اقتحام
بجمالها بمكرها غيبتني
واحتكرت قلبي بضعة
أعوام
وانتزعته بعدما ارتوت
واقتاتت من حشاشته حبا
وغرام
عذبتني آلمتني
اعتصرتني واستخرجت مني
الهلام
أذكر أن امرأة
علمتني أن للحب ألف رداء
ورداء
و أن منه
موت وميلاد وكيف يأتي الظلام
من بعد الضياء
ومتى يكون سيل عارم
ومتى يكون غيث ومتى يكون
غثاء
اغتالتني لكنها علمتني
كيف احيا ميتا بين الأحياء
وأن أبتسم على
أمل بعثا جديد أحياه في هناء
وأن الإنسان ليس
بظاهرة أو مايحمل من ألقاب
أو أسماء
علمتني أن أميز بين القلوب
فمنها من يحمل الداء ومنها بلسما
وشفاء
وأن الناس بعد الفقد
دوما تحب وتقدر قيمة
الأشياء
ورغم ما أصابني من بأس
على يد امرأة لم أزل أحب كل
النساء
كتب/عبدالمنعم سليمان
٢٨/٥/٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق