الجمعة، 5 فبراير 2021

مرزوق والقفه ----- للمبدع محمد مندور

( مرزوق والقفه. )
قصه وأقعيه جرت أحداثها علي أرض قريه صرد ومدينه كفر الدوار وقد سمعت أحداثها من جدي رحمه الله عليه . تقول: القصه : كل عام كان الحاج محمد مرزوق وزوجته وهما أهل الطفل "مرزوق " يصطحبانه في القطار عند عمه الحاج أحمدسلطان إلي مدينه كفرالدوار ليقضي عطلة الصيف. عنده ثم يتركونه ويعودون في اليوم التالي. وفي إحدى الأعوام قال لهما مرزوق : أصبحت كبيرا الآن ... وأعرف كل شئ كل يوم أذهب إلي أرض أبورفيعه والسرو وأبوردب . ماذا لو ذهبت لوحدي الى عمي بكفرالدوار هذا العام؟
وافق الأهل بعد نقاش قصير. وجمعوا له الزاد والزواد من العيش البط والفطير المشلتت المصنوع بالسمن البلدي وتم وضعهم في قفه صغيره وتم حملهم علي عربيه الحاج أحمدالحومي ام حصان عليه رحمه الله لتوصليهم الي قطور وها هما في اليوم المحدد واقفان على رصيف محطه قطار قطور يكرران علي مرزوق بعض الوصايا عليه...وهو يتأفف ...ويتذمر كفايه نصائح أنا لست طفل الآن لقد سمعت ذلك منكما الف مرة!
وقبل أن ينطلق القطار بلحظة، اقترب منه والده وهمس له في أذنه؛" مرزوق ياولدي أنت الان فعلاً أصبحت راجل وقد إعتمدت علي الله وعليك بالسفر لوحدك لزياره عمك خذ، هذا لك اذا ما شعرت بالخوف او بالمرض" ووضع شيئا بجيب إبنه مرزوق جلس الطفل مرزوق وحيدا في القطار دون اهله للمرة الأولى، يشاهد تتابع المناظر الطبيعية وعمدان التليفونات من النافذة ويسمع ضجة الناس الغرباء تعلو حوله، يخرجون ويدخلون الى مقصورته...حتى كمسري القطار تعجب ووجّه له الأسئلة حول كونه دون رفقة. حتى ان امرأة ذو بشره سمراء وعيناها وأسعتان جالسه بالكرسي أمامه رمقته بنظرة حزينة..وقالت له لماذا أنت وحدك ياولدي . ؟ أين أهلك ؟
فارتبك "مرزوق" وأحس بالخوف وشعر بأنه ليس على ما يرام. ثم شعر بالخوف...من تلك النظرات الغريبه الصادره نحوه من تلك العجوز الجالسه أمامه فتقوقع ضمن كرسيه واغرورقت عيناه بالدموع. وسرعان ماأمسك بعود قصب قد حمله معه من بلدته صرد وأخذ بقشره ويمص . حتي ينسي نظرات تلك المرأه الجالسه أمامه ، ولكن القطار توقف في محطه كفر الدوار وصاحبنا مرزوق مشغول بمص القصب ونسي موعد نزوله . وفي الجهه المقابله نزل الوالد والوالده من المقصورة الخلفية للقطار علي رصيف محطه كفر الدوار وذلك لإستقبال البطل مرزوق وبحثوا عنه هنا وهناك لكن دون جدوي لان القطار تحرك بإتجاه محطه سيدي جابر . وسأل مرزوق عن محطه كفرالدوار وأتته الاجابه أنها عَدّت فارتبك "مرزوق" وأحس بالخوف والهلع وشعر بأنه ليس على ما يرام. ثم شعر بالخوف... و في تلك اللحظة تذكر همس أبيه الحاج محمد مرزوق وأنه دسّ شيئا في جيبه لمثل هذه اللحظة. فتّش في جيبه بيد مرتجفة وعثر على الورقة الصغيرة...فتحها:" وقرأها يا ولدي مرزوق ، أنا في المقصورة الأخيرة في القطار". إطمئن ولا تخف . عند وصول القطار الي محطه كفر الدوار ستجدني أنا وأمك أمامك إن شاء الله . وأخذ يهرول ويبحث في القطار عن أمه وأبيه ولكن لا فائده
ولكن الأب بحث عن مرزوق بمحطه كفر الدوار ولم يري له أثر فاأيقن أن إبنه قد غفي بنوم عميق او أصابه مكروه لا سمح الله . فتوجه الي حكمدار محطه قطار كفر الدوار وشرح له الوضع وعلي الفور قام الحكمدار بالاتصال بالمسؤولين عن محطه سيدي جابر وذلك للتحفظ علي مرزوق لحين وصول والده في القطار الآخر .
وبالفعل تم إستقبال مرزوق والتحفظ عليه وتم وصول الوالد وتعانقا جميعاً ولا يزال مرزوق يحمل في يده عود القصب التي لم يبقي منه غير القليل .
وتوجهوا ناحيه كفر الدوار وعند وصول مرزوق وأبيه عند عمه تذكروا القفه التي به الفطير والعيش البط لم يأخذها معه معه مرزوق عند نزوله من القطار ، وإلي اللقاء مره أخري وتكمله قصه مرزوق والقفه ،
كذلك هي الحياة، نطلق أجنحة أولادنا، نعطيهم الثقة بأنفسهم...ولكننا يجب ان نكون دائما متواجدين في المقصورة الأخيرة طيلة وجودنا على قيد الحياة مصدر شعور بالأمان..لهم.
اللهم أنت الذي بقدرتك
‏ خلقتنا ، وبلطفك هديتنا ، وبجميل سترك سترتنا ، وفي أحسن صورة صورتنا ، ومن خير أمة أخرجتنا فأتم علينا وعلى أحبابنا نعمك التي لا تعد ولا تحصى واجعلنا ممن هدى واهتدى ، وسمع ووعى ، وممن سبقت لهم منك الحسنى ، وممن نال أفضل ما يتمنى 

🙋🏻‍♂️❤️🌹
                               محمد مندور
                         جمهوريه مصر العربيه
                    محافظه الغربيه مركز قطور
                                  قريه صرد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق