- كَناري في السَّجن -
غَرِّد .. بِصَوتِ ، العاشِقِ الوَلهان
فَالكَونُ .. يَنصُتُ كُلُّهُ .. بِحَنانِ
من صَوتِكَ الرَّنَّانِ تَرقُصُ مُهجَتي
بَينَ الضُّلوعِ .. دَقائِقاً وثَوانِ
دَعني أُغَنِّي مع صُداحِكَ بُرهَةً
تُشفي غليلَ العاشقِ الوَلهانِ
لو كنتُ أعلَمُ ما بنفسِكَ من أسىً
لَأَرَحتَها .. مِمَّا عَنَت ، وَتُعاني
أَو كُنتُ أَعلَمُ مابِصَدرِكَ من جَوىً
لَأَرَحتَ صَدرَاً .. أثقَلَتهُ أَمانِ
أنتَ الأسيرُ وفي صُداحِكَ نَغمةً
مِن أَعذَبِ .. الأَنغامِ والألحانِ
بَينَ الشِّباكِ .. إِقامَةٌ جَبريَّةٌ
مَالفَرقُ بَينَكَ والسَّجينُ الجاني
فَكِلاكُما يهوى التَّحَرُّرَ مُطلَقَاً
سَئِمَ القُيودَ ورِفقةِ السَّجَّانِ
وكِلاكُما يَهوى التَّحَرُّرَ رافِضَاً
أن يَبقَ بَينَ السَّجنِ وَالقُضبانِ
حَكَمَ القَضاءُ عَلَيكَ أَلصَقَ تُهمَةً
أنتَ الجَميلُ ، بِصَوتِكَ الرَّنَّانِ
هذا جَزاؤُكَ ، أَن تكونَ ، مُعَذَّبَاً
وَجَزاءُ .!. كُلَّ ، مُغَرِّدٍ .!. لَحَّانِ
أَنتَ الحَزينُ على فِراقِ حَبيبَةٍ
تاقَت ، إِليكَ ، بِلَوعَةِ الحُرمانِ
حَبسوكَ في قفصٍ مُذَهَّبَ أَصفرٍ
حاكى الجَمالَ .. بصُفرَةِ الرَّنَّانِ
مالذَّ فيهِ ، مِنَ الطَّعامِ ، وَمَنهَلاً
يَروي غَليلَ الظَّامئِ العَطشانِ
يارَبُّ .!. هذا لايُعادِلُ ، لَحظَةً
بِالجَوِّ .!. حُرَّاً ، زَيَّنَتها .!. أَغانِ
بل أَنَّ ذلكَ .. لايُساوي لَحظَةً
مَرهونَةً .!. بِتَحَرُّرٍ .!. وَعَنانِ
كُلُّ الطُّيورُ صَوادِحٌ إن أُفلِتَت
أو ، قَد تُغَنِّ القَهرَ ، بِالأحزانِ
فالطَّيرُ عالَمُهُ الفَضاءُ ، وأَنَّهُ
في عالَمِ الأَجواءِ ، طَيرٌ ثانِ
والطَّيرُ لايَهوى َالشِّباكَ وَإن تَكُن
مُزدانةٌ ، بِالتِّبرِ .. والمَرجانِ
كالحُرِّيَكرَهُ لِلسُّجونِ وَلَوتكُن
مُزدانَةٌ ، قد رُصِّعَت بِجُمانِ
الأحد /١٨/٤/٢٠٢١
د. سهيل عاصي.
- المُتَمَرِّد -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق