الخميس، 24 فبراير 2022

رؤى...للمبدعة مها سلطان

رؤى ...
موعد ... مع الغروب
عندما بدأت ألمس أوراقي ... اشتياقاً لحرفي ... كنتُ على يقين ... بأنه يفتقدني ... كما أفتقده ...
كنت دوماً ... أسمع همسه بداخلي ... يتحاور معي ... يشاكسني ... يحاول أن يزيح عن كاهلي ... كل أفعال البشر ... وأدران الحياة ...
فهو يعلم ... علم اليقين ... بأنه الوحيد القادر على استيعاب ... أنين القلب والروح بداخلي ...
جلست برهة ساكنة ... يجول بخاطري ... كل المشاعر والإحساس الذى شكلها حرفي ...
وكم كانت ... نقية تقية طاهرة ... وكيف كانت نابعة ... من قلب وروح ... صدقت الله ... فيما وهبها إياه ... من نقاء وطهر ...
فبينما تراودني ... الذكرى ... سمعت حفيف أحرفي ... بين أوراقي ... فأنصت إليها ...
كان همسها خافت جدا ... كانت تتحاور ... فيما بينها ...
فسمعتها تهمس ...
انظروا إليها ... كم هي ساكنة ... مازال قلبها يدمى ... وروحها تئن ...
على الرغم من أنها ... تحاول التماسك ...
ولكن انظروا إلى عينيها ... مازالت العبرات تترقرق بهما ...
تنهمر رغما عنها ... فلا تستطيع السيطرة عليها ...
نحن فقط من نستطيع إن نجتاز بها ... تلك اللحظات ...
هلموا بنا إليها ... فكم تحتاج إلينا ... الآن ...
طافت ابتسامة ... على ثغري ... عندما سمعت همسها ...
ها هي أحرفي ... آتية إلي .. استشعرتني بداخلها ... يقين ...
عاد صوت الحفيف ... بين أوراقي ... وإذا بأحرفي تطل برأسها ... مترقبة ...
فوقعت عيناها علي ... وأنا أبتسم ...
فتعالت ضحكاتها ... وخرجت تستبق إلي ...
مددت يدى إليها ... فأخذت تتقافز من حولي ... مستبشرة ضاحكة ...
فأسكنتها راحة يدي ... وضممتها لقلبي ... كانت أنفاسها دافئة ... ودقات قلبها متسارعة ...
كانت تخفي بداخلها ... قلقها .. وهواجسها وخوفها علي ... 
فلطالما كنا معاً ... في كل نبضة من نبضات القلب ...
 أصابها ما أصابني ... ولكنها تعلم يقيناً ... بأنها دوماً ... فى أمان معي ... 
وبأنها أغلى عندي ... من حياتي نفسها ... 
فأرادت أن تحافظ ... على حياتي من أجلها ... 
مرت لحظات بيننا ... وإذا بها تهمس لي .. هيا بنا إلى ... شاطئ البحر ...
 نعلم يقينا بأنك ... تعشقين الغروب ... وهمس المحارات ... وإنك تشتاقين لذلك ...
ياااااااااااااااااااااااااااااالله ... قرأت أفكاري ... استشعرت مابداخلى ...
 كم أعشق تلك الأحرف ...وأهيم بها ... 
إنها أقرب لي ... من حبل الوريد ... 
أطلقتها ... من راحة يدي ... وأنا أهمس لها ... هيا بنا إذا ... للشاطئ لعلنا ندرك الغروب ... 
انطلقنا معاً ... نستبق الخطى ... كانت تتقافز من حولي ... فرحة ضاحكة ... تلامسني تارة ... وأخرى تبتعد ...
 اقتربنا من السياج المؤدي ... للشاطئ الرملي ... 
كانت أزهار الياسمين ... يحمل أريجها ... نسائم البحر ... 
كانت السياج مغطاة بها ... فالتقطت بعضاً منها ... وأودعتها راحة يدي ...
 وأسرعنا الخطى نحو الدرج الحجرة ... المؤدية للشاطئ ...
 كانت الشمس ترمي ... بظلالها عليه ... وكانت الحجارة تتوهج .... بأشعة الشمس الغاربة ... 
هبطنا الدرج معاً ... وكانت أحرفي منتشية ... بدفء الشمس ...
 كانت الرمال ناعمة ... دافئة ...
 فأخذنا نعدوا ... نحو مياه البحر ...
 كانت المحارات ... تسكن الرمال ... تلامسها الأمواج المنسابة ... على أطراف الشاطئ ...
 أخذتُ أجمع ... بعضاً منها ... 
وجلست على الرمال الناعمة ... بالقرب من الماء ... كان صوت الموج المتكسر... على الصخور القريبة ... كأنه وشوشة المحارات ...
 أخذت أضع فى كل محارة ... زهرة ياسمين ... ونثرتها من حولى .... وجلست أرتقب الشمس فى الأفق ... وهى تنحدر نحو المغيب ... 
كانت السماء على مرمى البصر ... تتلون بلون أرجواني ...
 كأنه حمرة الخجل ... فى جبين الشمس ... عندما تهم بتقبيل الأفق ... 
 وكانت النوارس ... تحط على صخور الشاطئ ... المترامية 
كان المكان ساكناً ... إلا من صوت الأمواج ...
 وكان شذا الياسمين يملأ الأرجاء .... 
كانت أحرفى ... تستكين بقلبى ... تنصت لهمسات الكون ... من حولنا ... 
لامست الشمس الغاربة الأفق ... وأخذت تنحدر لتغوص فى الماء ...
 وكأنها تطفئ شوقها لفجر ... وشروق جديد ... 
أخذت أجمع المحارات المنثورة من حولي ... المحملة بالياسمين ... 
فاحتويتها ... بين راحة يدي ...  
 ونهضت أعدو نحو الماء ... كان دافئا ... بدفء قلب الشمس الغاربة ...
 أخذت أغوص في الماء ... نحو سُكنى المحارات ... في الأعماق ...
 هناك كان همس المحارات ... يحاكي همهمات الكون ... 
فأودعت بينها ... محارات الياسمين ... المحملة بأنفاسي ... 
وعدت أدراجي ... نحو الشاطئ ...
خرجت من الماء ... و استلقيت على الرمال ... كانت ملابسي المبتلة ... تحمل إلى جسدي ... برودة الهواء ...
 فاقتربت أحرفي مني... و استكانت بقلبي ... لتدفئني ... بأنفاسها ...
كان الليل يسدل ... أستاره ... على الكون ... 
وكانت السماء صافية ... إلا من بعض نتف السحاب ... المتناثرة ... 
كنت أسمع دقات قلبي... تتناغم مع صوت الأمواج المتكسرة ... 
أغمضت جفني ... لأنتشي بنبض الكون ... من حولي ...
  لأكون في تلك ....اللحظات الفريدة ... من عمر الزمان ...
مرت لحظات ... وإذا بأحرفي تلمسني برفق ... وتهمس ...
 انظرى إلى السماء ... لقد بزغت ... الزُهرة ... كم هي باهية الضياء ... 
كم اشتقنا إليها ... وإشتاقت هي إلينا ... 
فهمست لها ... الليل موعدنا معها .... حتى آذان الفجر ... 
أما الآن ... فشكلي تلك اللحظات الفريدة ... التي عشنا فيها مع الغروب ...
 حتى يعلم البشر ... سر من أسرار ... الكون ... والقلب ... والروح ... 
وليدركوا بأنكم أقوى من أدران الحياة ... وغواية البشر أجمعين ...
 ولن يكون لأحد بعد اليوم ... سلطان علينا ... 
لأن الله حافظنا ... بحق اسمه الأعظم ... ياحي ياقيوم .. ياذا الجلال والإكرام ...
22 فبراير 2014
مها سلطان

هناك تعليق واحد:

  1. تقديرى وشكرى لهذا التوثيق القيم الذى منحتوه لأحرفى وكلماتى ونبض الإحساس فقد أسعدنى كثيرا ... لكم ودى وإمتنان حرفى

    ردحذف