- حُرقَةُ الأََشواق -
ناحَ اليَراعُ وراحَ يَسكُبُ دَمعَهُ
فوقَ السُّطورِ جَداوِلاً وسَواقي
ويئِنُّ من هَجرِ الأَحِبَّةِ يشتكي
غدرَ الزَّمانِ ، ولوعةَ المُشتاقِ
يَبكي على أطلالِ مَن رَحَلوادَمَاً
هَجَروا الدِّيارَ ، وطَلَّةَ العُشَّاقِ
أَحجارُ سُورِ البَيتِ تبكِ كأَنَّها
فَقَدَت وَليفَ الدَّارِ دونَ عِناقِ
فَتَهَتَّكَت ، جُدرانُهُ ، وتَشقَّت
حُزناً على أمَلِ الحبيبَ تُلاقِي
أَشِجارُ أَيكَتِهِ نَضارَتها اختَفت
أَغصانُها زبُلَت ، وغابَ السَّاقي
حَتَّى طيورَالدُّوري كُلَّهاهاجَرَت
تَرَكت حنين الغُصنِ ، والأَوراقِ
أَمَّا السُّنونو راحَ يَسكُبُ دَمعَهُ
وَيُغَنِّي ألحاناً ، لِتبكِ ، مَآقي
رَبَّاهُ ماذا فَعَلتُ من أَوزارَ كي
تُضنِ الجُفونَ بِحُرقَةِ الأَشواقِ
وتَنوءُ قلبي في أَواخِرِ عُمرِهِ
وَزناً فأَينَ عَدالَةَ الخَلَّاقِ .؟
لم أَجنِ في عُمري على أَحَدٍ وَلا
عِندَ الغِنى ، أو شِدَّةِ ، الإِملاق
آمَنتُ في قَدَري وأنتَ رسَمتُهُ
طَمَعَاً بِرَأفةِ ، باعِثِ ، الأخلاقِ
يارَبِّ إِغفِر ذَلَّتي وَخطيئَتي
أنتَ الرَّحيمُ وأَنتَ دَومَاً باقِ
أنت الرَّحيمُ ودُمتَ رمزُ عِبادَتي
أنتَ الغفورُ .!. وذاكَ دون نفاقِ
وعلى المَدى أبقى أَنوحُ أَحِبَّتي
أستذكُرُ الأَحبابَ بَعضُ رِفاقي
وأهيمُ في الحاراتِ أَرقبُ أَهلَها
عَلِّي أَرى ، نِدَّاً لهم .. وَأُلاقِ
لِأُعيدُ لِلمُقَلِ الحزينَةِ ، وهجَها
ولتَختَفِ الآهاتُ من أََحداقي
لكنَّ رَبِّي .. عَزَّ شَأناً ، عِزَّه ..!ُ
قد حَلَّلَ الهجرانَ دونَ طلاقِ
كَيما يَدومَ الدَّمعُ يَروي وَجنَةً
كَالجَدوَلِ النَّعسانِ والرَّقراقِ
وَلتَبقَ ذكراهم بِخاطِري شَوكَةً
تُغني عَن الآهاتِ .. والإخفاقِ
د. سهيل عاصي
الأحد ٢/٥/٢٠٢١
- المُتَمَرِّد -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق