شهرُ الصّيام *
رمضانُ،يا خيرَ الشّهور تعالَ * أنت الطّبيعةُ رونقًا وجمالًا
هي تُفقدُ المحزونَ كلّ همومه * طربًا،وأنت تزيدهُ إجلالًا
إنّ الطبيعة أمّنا،وتحبّنا * فنُحبّها،ونبثّها أقوالًا
حتّى إذا حلّ الصّيامُ بدارنا * وبدا على الأفُق الجميل هِلالًا
قُمنا نُهيّيء نفسنا،فرحًا به * رغم الظروفِ،نُحيطهُ اِسْتقبالًا
رمضانُ شهرُ الصّبر،شهرُ المغفرة * شهرُ القيام تحمّلا،ونضالًا
شهرٌ به القُرآنُ أنزل للسّما * ومن السّما نزل الأمينُ،وقالا
شهرٌ ثوابهُ جنّةٌ بنعيمها * تُمسي الخمورُ مع المياه حلالًا
غمر القلوبَ بفيض رحمته التي * بها خصّهُ،سُبحانهُ وتعالى
فإذا المحاسنُ لا تُعدّ،وفضلهُ * فخمٌ،أليس من الكمال كمالًا؟
ها قد أتانا،والقُلوبُ تفرّقتْ * وتمزّقت،وتقطّعت أوصالًا
وتدابر الأهلون فوق ثلاثة * والودّ والإخلاصُ ولّى وزالا
ثمّ اِنتبهْ،واُنظُرْ ترَ عجبًا،فذا * رمضانُ حلّ،فغيّر الأحوالا
عاد الصّفاءُ،وزالت الأحقادُ من * تلك القلوبِ،بنُوره يتلالا
وغدتْ مساجدُ بلدتي كديارها * غرّاء عامرةً،مساء زوالًا
حتّى المياهُ،كأنّها قد بُدّلتْ * صارَ الكدورُ،بل الأجاجُ زُلالا
رمضانُ لا ترحلْ،أقمْ في دُورنا * زِدنا نوالًا،رقّة ودلالا
لكنْ مضى،لم يلتفتْ،وإذا به * قد ودّع الدنيا،وصال وجالا
قال:وداعًا،لي أناسٌ غيرَكُم * يرجون وجهي حقيقة وخيالًا
أدرار (جنوُب الجزائر) في 12 شُباط 1994م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق