الخميس، 30 مايو 2019

شهر الصيام ------- للمتألق المبدع عبد العالي لقدوعي

شهرُ الصّيام *


رمضانُ،يا خيرَ الشّهور تعالَ * أنت الطّبيعةُ رونقًا وجمالًا

هي تُفقدُ المحزونَ كلّ همومه * طربًا،وأنت تزيدهُ إجلالًا

إنّ الطبيعة أمّنا،وتحبّنا * فنُحبّها،ونبثّها أقوالًا 

حتّى إذا حلّ الصّيامُ بدارنا * وبدا على الأفُق الجميل هِلالًا

قُمنا نُهيّيء نفسنا،فرحًا به * رغم الظروفِ،نُحيطهُ اِسْتقبالًا

رمضانُ شهرُ الصّبر،شهرُ المغفرة * شهرُ القيام تحمّلا،ونضالًا

شهرٌ به القُرآنُ أنزل للسّما * ومن السّما نزل الأمينُ،وقالا

شهرٌ ثوابهُ جنّةٌ بنعيمها * تُمسي الخمورُ مع المياه حلالًا

غمر القلوبَ بفيض رحمته التي * بها خصّهُ،سُبحانهُ وتعالى

فإذا المحاسنُ لا تُعدّ،وفضلهُ * فخمٌ،أليس من الكمال كمالًا؟

ها قد أتانا،والقُلوبُ تفرّقتْ * وتمزّقت،وتقطّعت أوصالًا

وتدابر الأهلون فوق ثلاثة * والودّ والإخلاصُ ولّى وزالا

ثمّ اِنتبهْ،واُنظُرْ ترَ عجبًا،فذا * رمضانُ حلّ،فغيّر الأحوالا

عاد الصّفاءُ،وزالت الأحقادُ من * تلك القلوبِ،بنُوره يتلالا

وغدتْ مساجدُ بلدتي كديارها * غرّاء عامرةً،مساء زوالًا

حتّى المياهُ،كأنّها قد بُدّلتْ * صارَ الكدورُ،بل الأجاجُ زُلالا

رمضانُ لا ترحلْ،أقمْ في دُورنا * زِدنا نوالًا،رقّة ودلالا 

لكنْ مضى،لم يلتفتْ،وإذا به * قد ودّع الدنيا،وصال وجالا

قال:وداعًا،لي أناسٌ غيرَكُم * يرجون وجهي حقيقة وخيالًا


أدرار (جنوُب الجزائر) في 12 شُباط 1994م 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق