الأربعاء، 29 مايو 2019

غبت ولم يكتمل الحلم.... للمبدعة ميساء دكدوك

**( غبت ولم يكتمل الحلم)**
     ***************بقلمي:
              ميساء دكدوك/سوريا/
              -----------------------
الوقت حرون ...
وجعي أني أجهل وقت الحياة ...
وأجهل وقت الغياب ...
وجعي أن المنية تدركني أغلب اللحظات ...
تقيدني عن التعبير عما يعتريني من يأس ومن آمال ....
وإني ، أنا ...
لاعشرة ولا مئة ....
لن أتشابه مع أحد صلبت على قيدي
ألفا ...
وتحررت ...
ولا أعلم متى سأصلب مرة أخرى ..
ولا أعلم في أي بحر سوف أغرق ..
وجعي يخصني ...
لايشبهني أحد ...
ميزة لا تكبر ...
أنا في هذا السديم الألم .
أنا السكون ...
دوخني الصخب تبت يدا أبي لهب..
دوخني مايحدث في بلاد العرب ...
ودوخني الذي حدث   ....
لا أقل عصر مضى ...
عصور وعصور  قتل وحروب . .
ذبح للعصافير بلا سبب ...
حرق الزنابق بلا سبب ...
تدمير للعب ...
كلما تنفس صبح كان الألم أوجع ...
كلما سطعت شمس كان الطقس
باردا أكثر ...
وحارا أكثر . 
واحتجت لألف طبيب وألف مدفأة وألف مروحة  وكلهم أصابهم عطب .
موجع قلبي كلما أحببت فجرا أصدم
يضيع مني الذي أهوى ...
أمشي ومصباحي ....
أسال عنه الجهات ...
أسأل عنه شمس مانفرت ...
وأسأل عنه الذاكرة ...
وأتعب حتى أني أحيانا أدق باب حمالة الحطب ...
هذا الكائن خشب من يوم ثمود وعاد
يشبه كليب وجساس ...
أبطال من خشب ...
ماذا حدث ...؟!!!
ماذا حدث لتشعل حرب بين مضر وتغلب ....
ماذا حدث ليقتل زيد عمر ...
ويقتل عدنان يعرب ...
وفي قتي الحرون تتكرر الصور ...
الكل بالقتل يلعب ...
وأزيز الرصاص مزاهر في حفلاتنا طرب...
نحن قتلنا بعضنا ...
لن أغطي وجهي بغيمة ولو تشظيت
ولن أكون نعامة تدفن رأسها في الرمل . ...
اعترفوا ودعوني أغسل قلبي من صبوة موجي الحزين ...
مها كثر عدد الثعابين والغرابيب..
لن أدعي أني راحلة إلى المريخ لأقتل الشيطان الأكبر في القطب الجنوبي ....
أعترف أن الشيطان في نفسي ...
اعترفو ا مثلي وكونوا صادقين...
اذبحوه إن شئتم  ...!!!
أنا نحرته منذ سنين ...
وأحرقت جسده ورميته في النهر العظيم وصار طعاما للدلافين ..
اشهدي يا أرض واشهدي ياسماء
واشهد حبيبي ياسيد الأكوان ...
سأصرخ بصمت إلى ربة المطر ..
إلى ربة العدم ...
نحن قتلنا بعضنا ...
ونحن نقتل بعضنا ...
هذا هو التاريخ يا عرب ...
الكلام نار والبندقية فرض ...
والكل يلبس الطين ثوبا فضفاض ...
الكل يستحم بماء الليل ...
الكل تعلم (نون والقلم ومايسطرون)
الكل تعلم الألف واللام والميم ...
لكنهم ينسون ...
ماتعلموا سوى الحروب ...
أمواج تائهة لاتدرك شاطىء ...
أمواج غارقة بدموعها ...
بقيت غافية ، هائجة ...
غائبة ،حاضرة ...
طائفة في الجماد ...
تنتفض لحظة وتغيب لحظات ....
وتمحى فوق حفنة من رمال ...
تعبت وأرهقت من الأموات ...
اعتزلت التاريخ الحي ...
وانتسبت إلى الأساطير ...
رأيت كائنا خرافيا من ورق أخضر ..
كان في مخبر ....
يريد ابتكار رجل من فضة وعقيق ومرمر ...
وبدأ يمزج الماء والصلصال ...
بدأ بتكوين الوجه شجرة زيتون وهالة قمر وشمس ....
والشعر على مدى النظر سنابل قمح
يالعينيه الواسعتين الفائضتين بالحمائم والنخيل  والمطر ...
والثغر غابات من التفاح والكرز ...
ورحيق في شفيته نهر من كوثر ...
وكون اليدين عصفورتين تغردان ..
فينضج الثمر ....
وكنت أراقب وعلى عجل لأنقل الخبر
بدأ برصف الطريق إليه ...
سجادة إمام منتظر ...
ومدخل حلم وكأس  ....
نعست ....
شربت الحضور صرفا ...
وكأس الغياب أمام مرآتي ...
تجليت جناحين وغبت.
************
***20/5/2019/بقلمي:
ميساء دكدوك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق