هب أنّ بقلـــــم: سهام بعيطيش"أم عبد الرحيم" "الجزائر"
هبْ أنّ نجْمَ اللّيلِ دقّ البابَ
في عزّ النّهارْ
هبْ أنّ شمسًا اختفتْ وقتَ الضُّحى في لحظةٍ خلفَ البحارْ
هبْ أنّ نبْضَ القلْبِ باتَ كساعةٍ ثكْـلى "تَوحّدَ" جَوْفَها الرّقّاصُ من فرْطِ انتظارْ
هبْ أنّ دمْعَ العيْنِ جفّ كرمْلةٍ منبوذةٍ تاهتْ وتاهَ الدّربُ في كنفِ الغبارْ
هبْ أنّني زيتونةٌ نفقتْ بجانبِ بيْتِكَ المشؤوم تنْتَظِرُ القرارْ
هبْ أنّ أوراق الخريفِ تشبّثتْ بالغُصْنِ رغْمَ البرْدِ رغْم الخوْفِ والخوْفُ انْتحارْ
هبْ أنّني المصلوبُ في جِذْعِ النّخيل ِ
تَضُمُّني الآهاتُ والمسْمارُ ينزف حرقةً
وأنا بدوري أغْرِفُ الأحزانَ
أصنعُ عِقْدَ ياقوتٍ
أطوّقُ صَمْتكَ الموْبوء منْ غيرِ انكِسارْ
هبْ أنّ ظِلاّ ملّ منْ دُور المسارِحِ واختفى لَبِسَ العَباءَةَ والخِمارْ
هبْ أنّ شارعَ حيِّنا نَطَقتْ مداخِنُهُ الحيارى في سكون اللّيلِ والأنفاس تلْطمُ خدّها جمرًا ونارْ
هبْ أنّ في أقصى المدينة حالمًا
أغرتهُ أنثى الشِّعْرِ وهْو متيّمٌ فاستلّ سيفًا وانْبَرى يقْتَصُّ منْ كلِّ القصائدِ دونَ حُكْمٍ نافذٍ والموْجُ في خَلجاتِهِ عكس المَدارْ
هبْ أنّ أحلام الطّفولة أيْنَعتْ وربتْ على كفِّ الرّبى زهْرًا تعلّمهُ النّسائِمُ خِلْسةً فنّ الحِوارْ
هبْ أنّ أسوار القلوبِ تفتّقَتْ من غصّةٍ
واستسلمت لحتوفها الأسرار إذْ كُشِفَ السّتارْ
هبْ أنّ أسراب الحمام تفلّتتْ منْ قيدها
وازيّنت جيد البراري في عزاء الأرضِ حين تخضّبتْ وتكحّلت رغم الحصارْ
هل يمنع الحذر المعتّق في قواريرالمدى
صوت الرّعود وبرقها إن غنّت الأقدار لحن الموت في عُقْرِ الدّيارْ؟
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق