السبت، 27 يوليو 2019

أمي.... للمبدع فواز الحلبي

أمي ما زلت أنتظر طيفك يأتيني في المنام
مازلت أتلمس طوافا لروحك حولي لأستشعر الأمان
وأغمض عيوني على غمرة ضمتك ويأخذني الحنين لأبعد مكان
تتغلل روحي متسللة أعماقك وتسكن مهدها يغمرها الحنان
كسيف في غمده يغرق في سلام ،،،
أمي من بعيد عنك ورغم احتلالك قلبي أجلس وأرقب كل الجهات وأمعن النظر في الأفق وأتجاوز الغمام أفتش عنك
أعطي لخيالي حريته وأطلق سراحه يجوب حلك الظلام
ويعبر الأزمنة والأمكنة والذي مر وكان
استرجع قصصك عن ولادتي وعلتي وأنت ورعايتي وحضانتي ورضاعتي وكل اهتمام،،،،،
أحن إلى سريري وارجوحتي وتلك الاهازيج كي أنام
أحن إلى صوتك الرخيم كما هديل الحمام
أماه مازلت أذكر لمسات أصابعك على جبيني تمسح حبيبات العرق من الحمى والسقام
ما أرق قبلاتك وحنين صدرك وغمرة حبك واحتواءك وأمتزاجك بي وبي امتزاجك
كم كنت كظل وسند وحارس وخادم ومعلم ومربية فاضلة
وحضن أمان
ما عرفت الخوف ولا الحزن ولا الفاقة ولا الحرمان
ما ألذ لقيمات من يديك ورائحة خبزك وكحل عينيك
مشتاقة أنفاسي رائحتك وأصالة فطرتك وببساطتك
كنت أرى في وجهك المنير إشراقة صباح ربيعي
كم مستعص في ذاكرتي ذاك الطحين على يديك وأنت تعجنين وغطاء رأسك الأبيض كالياسمين ،،،!!!!! وخاتم الزواج  الذي فيه تتباهين،،،
الله على دارنا وصحن دارنا وبئر دارنا وتلك الدجاجات وكلبنا
وزريعتنا ودالية العنب وكيف كنا نقطفها وجيراننا ونطعم منها أهل حينا،،،
أماه يا حكايات الحب وأيام الحب يا قنديلنا الذي كان ينير دربنا ،،،، يا سيرة لا تشيخ ولا تزول ولا ترحل رغم الرحيل
مشتاق لطفولتي الشقية ومراهقتي الفتية وبنطالي الطويل الذي قصر على أخي ويغطي كعب قدمي أدوسه تارة ويتركني وتارة يوقعني ،،،
مشتاق إلى ذاك الشجار بين والدي وبينك كما تمثيلية من النوم توقظني ثم ينتهي بالعناق والاعتذار والقبل ،،،
متلهف إلى جمع اخوتي وكيف كنا نتزاحم على سفرة الطعام وتضحكين ملئ القلب فتارة تصرخين وغالبا صراخك يختفي
تسعدين بنا وتفرحين 
أمي ،، أين اليوم أنت ؟؟؟؟ ولم رحلت ،، ولم غبت
مع أني أعرف الجواب أنك إلى عالم آخر انتقلت
لكن هل من رجاء أن لو بروحك رجعت ليت لو رجعت ؟؟!!
لقد تركت فراغا لايسد بغيابك
لقد افتقدتك وحنانك و خيرك،،، فقد كانت رحمتك تكللني
تظللني،،، تقويني
تعطيني الثقة والأمان للعلا تأخذني
ما زلت يا أمي في قلبي في وجداني في كياني وذاكرتي وذاتي
ألست أنا منك وأنت مني الست شق روحك وأنت شق روحي
لا ابدا لن تغيبي عني
فما زال دمك يسري مع دمي فأنا من ذراتك
لكن قانون الحياة موت الأشباح وبقاء الأرواح
لذلك موقن بأن روحك تزورني وتغبطني وهي معي
أماه إلى الراحة اخلدي لكن تعال إلينا لا تتخلي عنا
فأرواحنا معلقة بروحك
أهنأي بجوار ربك عليك رحماته وبركاته وارقدي بسلام .
بقلمي : فواز الحلبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق