الاثنين، 29 يوليو 2019

قوس قزح ...لسيدة الفكرة والكلمة د. مريم غرير

قوس قزح 

أخوة البيان ..أسعد الله صباحكم ...وبالخير أرضاكم..
في كل أسبوع لي زيارة ...للوالدين أقضيها برفقتهما السارة ...
وما ضاق صدري يوما....ولا غشيت أفق حياتي السحائب هما...إلا لجأت إليهما مسرعة دوما.....
فأجد الصدر الذي يتسع لشكواي...والتخفيف باليد الحانية لبلواي ...
وصلت إليهما وعلى وجهي ابتسامة واسعة ....بادلني إياها والدي بأخرى رائعة ...ولكن والدتي بادلتني تجهما ...وعبست في وجهي تألما...
اقتربت منها وعلى شفتي ألف سؤال....
لنبع حنان لا يمل عطاء  ...محال...
سألتها مابك أماه...والقلب يعتصر ألما ويردد الآه...
فنظرت إلي نظرة شرسة ...وقالت من أنت أيتها المكنسة...وتقصد نحولي لله درها أمي وكلماتها المشمسة ..
ففتحت فمي دهشة.... والركب مني أصبحت هشة...وقبل ان أجاوبها.... وأسأل عن قصدها وأناوشها...قالت باستنكار...أجئت لتأخذي مني صاحب الدار....التفت إلى والدي مستنجدة...فهالتني ابتسامته الضعيفة ...وأشار أن أجلس بقربه بإشارة خفيفة ...
أحسست بحلقه غصة قهر...يحاول كبت الخزي والكسر...
ورأيت اليوم تراكمات السنين قد تضاعفت....فوق كاهله وبأحمالها تعاظمت...وقامته الفارعة... قد انحنت..من ثقل الأحمال القارعة...
واليدان المعروقتان...مررهما على شعري بحنان وخذلان...
لقد استبد بها الخرف يابنتي ...وقد زارنا وليته لم يأت... .أخذها منا والذكريات.... واستسلمت هاربة من وحدة الحياة ...
لم يحتمل عقلها  أن ترى فراغ بيتها ...من فلذات كبدها...فانهالت الصور ....تحاور الفراغ والعبر ...واستسلمت لهذيان وكدر....
ضمني والدي  إلى صدره يطلب عونا... وألصقت وجهي لمعزوفة قهره هونا....
متى يا والديّ كبرتما.... أمام انشغالنا وهرمتما...
نبعا أنتما رشفنا منه ..كؤوس حب وإخلاص وانصرفنا عنه...
أفقت من هجوم أفكاري...على صوت أمي يملأ مداري.. 
ماذا سنعد على الغذاء يا بنتي...فاليوم ستنتهي عدتي...وسيأتي أحبابي وأخوتك لرؤيتي.  ..
لقد تذكرتني ..ونست أبي يا لفرحتي....
ياإلهي ...القادم صعب...والأيام تفرش.شوكها للدرب
أعانك وأعاننا الله يا والدي وألهمك ترو يستلزمه الغد..
أدام الله من ربيانا ...وعلينا مبادلتهما إحسانا...
هو دور سنبلغه ...وكأسا سنشربه...
دعوت لهما بالرحمة ...وأن نكون وأخوتي عونا لهما ولحمة 
دمتم بكل خير أصدقائي ...هذا لون واقعي وليس من الرائي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق