الثلاثاء، 18 فبراير 2020

فتح صفحته.... للمبدع ساحر الحرف د. بسام منصور

فتح صفحته وكتب فيها

إلى أعزائي ..
زوجتي ..
أقاربي ..
أصدقائي ..
جيراني ..
أُعْفيت من منصبي 
لبلوغي الستين سن التقاعد المثالي
لا أريد من أحد أن يحزن لإرتحالي 
تركت منصبي بكامل إرادتي وبعز شبابي 
وعطائي .. وإنشغالي

قرؤوا.. 
تهامسوا .. 
وتمتموا ..
وقال أصدقاؤه :
بالأمس كان يقضي ..
كان يأمر ..
كان ينهي ..
كان مقامه عالي 
سبحان مغير الأحوالِ

قال جيرانه :
بالأمس كان يمشي اختيالاً 
ورأسه يطاول راسيات الجبال
ولن يرثي أحد لحاله أو يبالي

صاح المنصب :
من يملأ فراغي .. ومن يرثي لحالي
وسيفقد الحائط هيبة ظلي وخيالي
قال الكرسي أنا الأساسي أنا الباقي 
 لايهم من كان عمي ولا خالي

قالت زوجته :
وأخيراً تقاعدت ..يا ( هملالي )
قد فاض صبري منك واحتمالي
مهلاً .. ياصاحب المعالي
سأراقبك وأعيدك بخطى الأيام
إلى سابق عهدنا 
إلى غسل الصحون على المجالي

دخل صباحاً إلى مكتبه 
وطلب فنجان قهوته   
وكان حاجبه مندهشاً بعودته
وكتب  مايلي على صفحته
إلى من يهمه الأمر
يرجى أخذ العلم ..
هناك من هكَّر صفحتي  
وكتب فيها مضمون منشور احتيالي
سأعيد النظر بكل من كان يدعي أنه يحبني
أو أنه لي كان يوالي
رأيت في ودكم سراب كثبان الرمالِ
لو تريثتم .. 
لون سواد خيطكم  تكشفه شمس النهار 
لاسود الليالي

بقلمــ✍ــي بسام منصور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق