إضاءة أدبية لروائع المبدعة
شاعرة فلسطين( نجلاء جميل)
............................
النص..بعنوان
** فوج التحدي **
نحن النجوم قناديل الدجى ، صافحت كفوف العلم أصولنا
بالعزة الشماء نبني وبالنهى ، تعتلي صهوة الأكوان شموسنا ...
فلسطينيون نحن ، ونفتخر بهويتنا وانتمائنا ، أصالتنا لا يُزَاود عليها أبدا ، عروبتنا تجري في أعماقنا ..
وطننا سكن فينا قبل أن نسكنه ، وعانق روحنا من قبل أن نرى للشمس نور ، فكان لنا النبض وكنا له الروح ...
نحن الفلسطينيون نعلم متى وكيف نسرق من الحياة لحظات أفراحنا ، لا نمل ولا نستكين بالرغم من كل الجراح والعثرات في دروبنا ، رمنا العلا فوصلنا ، صافحنا النهى فكنا فخرا لكل الدنا ..
فنحن الفلسطينيون .. ونفتخر..
لكل سماء نجومها ، التي تنير الكون حينا ، وتأفل حينا ..
ولكن سماء مدرستي في مدينتي ، تلوح فيها نجوم براقة ، لا يخبو بريقها ، ولا يأفل نورها ..
سقيت بمداد مزن من نهر اسمه عِشق الوطن ، وزينت بعناقيد من علم وخلق تلف جيدها ..
من بين ركام الخوف ، وبين حطام الكون ، علمناهم كيف ينسجون للأمل ثياب التوهج ، وكيف يسدوا على اليأس كل طريق قد يحاول أن يتسلل إلى نفوسهم ، فهموا جيدا أن الحياة جميلة بكل تفاصيلها ، بحزنها الذي نأخذ منه القوة والإرادة ، بفرحتها التي نعشق فيها الأمل ، وبأوجعاها التي نكفكف بها دموع يأسنا ، ونسترق النظر لضحكات لا تفارق وجوهنا
هن بتلات وزهرات في بداية الطريق ، رسمنا بين أعينهن المستقبل الذي طالما انتظرناه، وحلمنا فيه بأن يكن سفيرات له عبر الأقطار و الأزمان ، ليصدح نورهن بين الأكوان ..
ندرك الغاية ونعرف كيف نمضي ونشق مسار الطريق لطالباتنا عبر حقول من العلم والمعرفة .
المرحلة الإعدادية ما هي إلا مرحلة تأسيسية نوظف من خلالها عقول الطالبات ونبنيها على الأسس السليمة من الناحية العلمية والثقافية والأدبية والبنية الفكرية والبدنية أيضا لتكن مهيأة للمراحل المتقدمة الشاسعة بمجالاتها الواسعة وبالتالي يحصدن مقومات النجاح والنضوج الحياتي والمستقبل الواعد لهن .
في كل أرض يزرع البذار كي يحصد الثمار وها نحن هنا نزرع المحبة والخير والعلم والأخلاق النبيلة ، في قلوب بناتنا لنجني هديرا من الإبداعات والتفوق على مستوى المنطقة .
علامات فارقة نشهدها هنا في مدرستنا من خلال العمل المتواصل والدؤوب وتخطي الصعاب مرة تلو الأخرى لننجز مهماتنا بنجاح وبتعاون ملفت من بناتنا الرائدات ، ولكن لا يكتمل ذلك إلا إذا توفرت أرض خصبة معطاءة ألا وهي إدارة حكيمة التي نجحت في استقطاب كادر من المعلمات الرائعات اللاتي ما بخلن يوما على العطاء ، والتخطيط الجيد والدعم المتواصل للطالبات والكادر التعليمي برمته
أ. فتيحة يونس كانت نعم الأخت والمديرة ، فكان كادرها نعم السند لها وللطالبات .. والذي تُوج هذا الجهد بحفل راق يشهد له الجميع والذي كان من أجل تكريم ثلة كبيرة من أوائل الطالبات ، والذي حضره نخبة من الشخصيات القديرة وعلى رأسهم مدير المنطقة التعليمية لجنوب غزة .. أ. محمد أبوهاشم والعديد من المشرفين والمختصين التربويين ومدراء المدارس وأولياء الأمور
مدرستنا وطن في قلب وطن ويسكنه وطن .. فكيف لا نعطيها ونعطي ثائراتها وحرائرها غصن الزيتون بيمينهن ليمضين على نوره ودربه ، وفي يسارهن سلاحهن من علم وخلق ، يكملن المشوار ، ويسلمن الراية لأجيال تتوالى ..
التفوق جميل ويسهل الوصول إليه بتجاوز الأخطاء وصفاء الذهن ، والإرادة والإصرار والمجال متاح للجميع وليس حكرا على أحد ولكن الحفاظ عليه سيكون له كل الأثر الأجمل في النفس لا سيما بعد تخطي هذه المرحلة من أعمار طالباتنا ..
كل ذي علم جميل، وكيف لا بل الأجمل إن واصل المتعلم التماس الثقة ممن يحيطون به للاستمرار بهذا الإنجاز ..
من غزة هاشم أضاءت شموس عمرت الأرض بنورها ، وتحدّت البؤس واليأس والحصار والألم بإصرارها ،ففاحت عطورها
ومن مدرسة بنات الزيتون الإعدادية * أ * أنارت كواكب سماء جنوب غزة قناديل لا تأفل .. وبين هذا وذاك يظل الأمل عامرا في قلوبنا ، ونزينه بالتفاني والعطاء ، لتسافر أفراحنا عبر الأكوان وتعانق النجوم في السماء ..
صافحنا شموسنا ، وعانقنا بدر دجانا ، لنصدح دوما .. نحب الحياة بكل تفاصيلها ..
إليك مدرستي يا وطني الأصغر ، إليكن طالباتي يا صغيراتي ، إليكن معلماتي ورفيقات دربي ، إليكِ إدارتي الرائعة ..كل التحايا والتقدير والاحترام وكل الورود معبقة بكل الحب والود ..
كل عام ونحن أفضل ، وكل عام ونجاح أرقى وأجمل ...
إليك وطني أزف لك زهرات المستقبل ، وعطايا القدر الأجمل ...
.................................
الاضاءة الأدبية
.......
اذا كان المكتوب يُقرأ من عنوانه
فإننا نجد لهذا العنوان
( فوج التحدي ) حقلا معجميا زاخرا في قلبه من خلال مفردات وعبارات تدل عليه ؛ ( نحن النجوم ،نعتلي صهوة الشمس ،فلسطينيون نحن ،نجوم براقة ،المرحلة الاعداديه ،)
أضف إلى ذلك الهيمنة المطلقة لضمير المتكلم والمرتبط بشكل كامل بهذا الفوج الواعد من البراعم التي تورق املا ويفوح منها عطر المستقبل
هذا الفوج الذي سيثمر غلة خير على بيادر الوطن لت
بقى البركة الوطنية بألف خير ...
...........
النص من حيث المضمون :
نص وطني بامتياز
تمتطي الكاتبة من خلاله صهوة الشموخ وحروفه تصهل بكل معاني الفخر والاعتزاز بهذه البراعم الواعدة في منطقة تغلي بالكرامة وبراكينها تتفجر دوما بالغضب بوجه هذا الكيان الغاصب اللقيط ...
الكاتبة من غزة وكذلك البراعم الواعدة غزاوية المنشا لكنها تدور في فلك فلسطين الهوية والانتماء ..
النص مكتنز بكل معاني الفخر بالوطن الذي يجله التاريخ ويحضنه الشموخ وتقدسه النجوم ...
وتعلق الكاتبة أملها بالمستقبل على أولئك البراع الذين سوف يصنعون المجد ويعجنون المستحيل
لتكن فلسطين من خلالهم الوطن الذي يفخر ببنيه ...
وكان موضوع النص الخطاب في حلقة دائرية حول الفخر والاعتزاز والإعجاب من مقدمته إلى خاتمتة
مترابطا سلسا بأسلوب متقن
رسمت الكاتبة من خلاله نصها وكأنه لوحة إبداعية يجلها التألق
ويحضنها البيان وتفخر فيه البلاغة
بألفاظ اقرب ما تكون إلى السهل الممتنع....
الخيال في النص :
خطاب لكن خيال الكاتبة الخصب جعله قريبا من قصيدة النثر
فكانت الصور بكافة أشكالها حاضرة من بدايته حتى نهايته :
(نحن النجوم تشبيه
قناديل الدجى) استعارة
(صافحت كفوف العلم) استعارة
بالعزة نبني استعارة
(تعتلي صهوة الأكوان شموسنا) استعارة مركبة
(عروبتنا تجري في أعماقنا) استعارة
(نسرق من الحياة )استعارة
صافحنا النهى استعارة
هن بتلات وزهرات تشبيه ....الخ
هذه الصور جعلت من النص حديقة أدبية غلفت الشعور بكل ألوان الابداع وهذه الاستعارات التشخيصية
تبعد الملل وتجذب القاريء على متابعة النص بكل شغف واهتمام ...
يحصدون مقومات النجاح
(في كل ارض يزرع البزار كي يحصد الثمار) تشبيه ضمني
أضف أن هذه الصور جعلت من النص ينبض ايقاعا من قلبه
ترتاح له إذن السامع ويستسيغه ذوق القاريء...
العاطفة:
كانت صادقة نابعة من صميم القلب كيف لا والفكرة هي الفخر بالوطن والإعجاب به
فكانت الكاتبة متأثرة بوطنها مؤثرة بمن يستمع الخطاب أو يقرأه
(صافحنا شموسا وعانقنا بدر دجانا لنصدح دوما ...)
اي انهم أولئك البراعم الذين يستوطنون القلب والروح....
النص مفعم بالصدق والوفاء للوطن
وزاخر بالأمل والتفاؤل بهذه الأفواج التي تكللها الشمس وتنسج لها النجوم قلائد الفخر
واني كقارئة اشم منه عطر الشاعر الكرمي
وبلاغة محمود درويش
وشموخ سميح القاسم
هذا النص يجعلني كقارئة عربية
اعيش على أمل أن أرى فلسطين والقدس عربية حرة أبية
رغما عن أنف المعتدين
فبراعمنا ستعانق الشمس واللقطاء إلى نفايات التاريخ ......
مع تحيات ليلى2/2/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق