" قلب شهيد "
في ليل ما هنا
كنت أنبش قبور النائمين
أبتهل للقمر ليطيل مكوثه
ريثما أستفيق من هذياني
غفا القمر وتركني
للسهد يأكلني
والانتظار يلتهمني
أجثم على شرفات ذاكرتي
أتسلق أطراف ذكرى
أرنو إليك ولا أرى إلا
الحنين يعلو قامتي
منساق وراء انتظارك
طال الليل وطال الانتظار
وقُرِعت طبول
الاحتفال
أيها الراقصون احتفالا
بضوء القمر
خففوا ضجتكم
كي تسمعوا
همس قلب شهيد
يوشح هذا الليل بالنحيب
وحيدا ينوح
يعتصر غيمته الأخيرة
يختنق
يحتضر
مريض بالوجد
ضاق صدره
ما عاد يتسع
لا نبض يورق فيه
يواري جثمانه
مثواه الأخير
نهضت روحي من ضريحها
تهرول بمجون خلف الماضي
معلقة بأراجيح الشوق
فحبك ربيع لا يهرم
وذكرى لا تشيب
وتذكرت
كنت بكامل لهفتي حين
التقيتك في غضون صدفة
مددت كفك
من كأس الغرام منتشي
وأنا شددتك نحوي
لنسقط معا كغيمة
هطلت في نوبة عشق
وبعد خمود العاصفة
لبست معطف الرحيل
وتبخرت إلى السماء
تعانق الطيور المهاجرة
وتركتني وحدي
أموت بردا
موجات الصقيع
تصلب أوردتي
على رصيف يلفظني
لا أرض ابتلعت سقوطي
ولا سماء علقتني على جيدها
عالقة في مواسم الانتظار
انتظار لا تجئ بعده
وأظل متوقعة هطولك
في حالة طقس متقلبة
أرصد الشوق القابع في روحي
ظمأى لك ذات قيظ
تائهة مع قوافل وجد
محملة بالحنين
في صحراء المسافات
مضرجة بالفقد
قاحلة مثل غيابك
لمياء القفصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق