وإنّ الكتب أيضاً فتنة،فاختاري بأيّها تنفتني
فاختاريه أدباً نقيّاً دؤوباً ،يوصل لك الطريق الأوّل بالأخير ويأخذكِ ببدايات ترضى عنها النهايات،ونهايات تحنُّ إلى البدايات،فاختاري كتاباً ينهض بكِ ويسافر بك بين دفّتيه إلى عوالم تشبهكِ،فيصل لك الدنيوي بالأخروي والأدنى بالأعلى،واعلمي أنّ الكتب أيضاً قد تسرّع لك في سيركِ إلى الله وقد تبعدكِ أيضاً.
واختاري أديباً ليّن الطبع،هادئ الروح ،تتفيئين في ظلال كلماته النخيليّة اليانعة فيصوّر لك عالماً متناغماً متصالحاً معه ومع ذاته
لا أنصحكِ بكتبٍ حائرة خائرة لا تثبت على وجه ولا تأتلف على طريق،كسولة تتلوّى على وسائد الضجر وحقائب الانتظار
ولا تنصتي لأصوات تصدّعت بها قلوب ٍ في أمكنة وأزمنة أخترقتها يد الأيّام فتأكل من قلبك الصغير مالم تأكله من أصحابها
كوني لقلمكِ نوراً،ولقلبكِ نهراً ينعم بمجراه يأتلق به وكوني حبراً ينثر شذاه ويطير بك في أعشاش تغرّد بالفضيلة
بقلمي مها الدروبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق