وطني جائع.....
رغيف خبز أخير
هذا ما تبقى يا أمي
أبناء وطني جياع
كلهم يصيحون
يتضورون ألما
لمن سيكون الرغيف
يا أمي؟
هل سنقدمه للعجائز؟
أم لهؤلاء الصغار؟
والشيوخ ماذا سنطعمهم؟
و تلك المرضعة ....
ربما هي الأولى!؟
خرجت أجوب الشوارع...
البرد قارس لا يحتمل
والشمس غابت وراء
السحب البيضاء
الشمس حزينة لا تريد
أن يراها أحد
هي تعرف أن الجوع قاتل
لذلك آثرت الهروب
حتى لا تسمع الأنين
ولا ترى الدموع وتشتم
رائحة الموت
أين ذهب الجميع؟؟
الطرقات مقفرة موحشة
والمحلات مقفلة فارغة
لا حياة فيها
سوى بعض القطط
تبحث عن قوتها هنا وهناك
لكنها لم تجد ما يملأ بطونها
الخاوية
حتى القطط جائعة
فكرت أن اقدم لها ذلك
الرغيف اليتيم
ولوهلة تراجعت
هناك من يحتاجه اكثر منها
واصلت طريقي أبحث عمن
أسعفه بتلك الوليمة
ذاك الكنز النادر
انه الرغيف الذي يتمناه كل فرد
من وطني
ولكن.... وجدت أن وطني
بحاجة لذلك الخبز
وطني جائع !!!
وبعد تفكير طويل
قررت أن أقسم هذا
الكنز قسمة عادلة
فيشبع وطني ويحل الربيع
ويفرح الصغار وتقر عيون الكبار
قررت أن أرمي جزءا ببحرنا الأزق الصافي
وقطعة على جباله الشاهقة
وقليلا على روابيه وسهوله الشاسعة
وفجأة ....أطل طائر أسود
مخيف
حلق حولي واقترب مني
وبكل شراسة وعدوانية
اغتصب رغيف الخبز
بمخالبه الحادة
وطار عاليا وهو يصرخ
ويصيح صيحة النصر
وتركني أرضا مذهولة
من قوة الصدمة
لقد اغتصب الرغيف
وترك وطني جائعا .......
زبيدة العبيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق