نص بعنوان / ستارة النسيان
تعالوا نحك ما كان
نتكلم عن مفارقات هذه الأيام
قبل أن تنزل ستارة النسيان
نحكي حكاية من هذا الزمان
كان يا ما كان
العصفور يغني في البستان
و الفلاح ينشد في الجنان
الكل يهلل للرحمن
يافتاح يا عليم
يا مسهل يا كريم
و الآن ماذا عن الآن
رمادي و دخان
كل لاه عن الذكر و العرفان
و الكل معلم و فنان
يفهم في كل علوم الإنسان
عجبي من هذا الزمان
النصيحة أصبحت بالية و بهتان
و الخير فيه إن من الشيطان
حتى السلام
ما عدت تستطيع أن تقوله للجيران
ماذا بعد يا انسان
اليوم هنا و غدا هناك تحت التراب تداس بالأقدام
اليوم تذكر و غدا في طي النسيان
انزلوا ستارة الأشجان
فالقلب لبس ثوب السواد قبل الأبدان
أنزلوا ستارة نهاية إنسانية بني الانسان
هنا جوع و أمراض و فاقة و شح و أجسام
ترقص أيام البرد و تذوب أيام الحر و النيران
و هناك ترف و سمر و ملذات تسبي عقول الجن و الإنس و حتى الحيوان
هنا رمادي يجثم على أنفاس أنهكها الفقر و الإملاق و الكتمان
و هناك كل الأضواء و الألوان
كل تفكيرهم عطور باريسية و لبس آخر ما كان
متى يا بني الإنسان ؟!
تعيي دورك في هذه الدار الفانية و إن طالت بك الأيام
متى تعرف أننا هنا للتوادد و التراحم و العرفان
متى تنزع قناع النكران
تفكر في زرع الفرحة و الأمان
بدلا من أنانية أنا و من بعدي الطوفان
بقلمي / سعاد شهيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق