حَبْر الأمنيات…
، اكْتُبْ يَا قَلَم عَلَى وَرَقَةٍ الأمنيات قَبْلَ جَفَافِ حَبْر الْأَمَانِيّ بِمَا يَخُطُّهُ مِنْ أَمَانِيّ وَالذُّهُول لِحَال كَثِيرٍ مِنْ الشُّبَّانِ الَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ الْجَمَال إلَّا فِي وَجْهِ فَتَاة وَلَا يَعْرِفُونَ الذَّوْق إلَّا في أَناقَة فَتَاة والتظرف إلَيْهَا مَعَ أَنَّ فِي الْكَوْنِ جَمَالًا يَفُوقُهَا بِمَرَاحِل . . لِلذَّوْق مَجَالًا يَجِدُ فِيهِ الْمُتْعَةِ مَا يَفُوقُ الْوَصْف وَلَكِنْ بَعْضُهُمْ فَقَدُوا الذَّوْق وَتَرْبِيَتِه فَلَم يَفْهَمُوا مَعَانِيه وَنَوَاهِيه ومداه إلَّا فِي حُدُودِ تَكَاد تَكُون مَعْدُومَةٌ . . اعْلَمْ أَنَّك أَيُّهَا الشَّابّ خُلِقَت لِزَمَن غَيْر زَمَنِي وَرُبِّيت تَرْبِيَة غَيْر تَرْبِيَتِي وَنَشَأْت فِي بِيئَةٍ مُخْتَلِفَةٌ . . كُنْت فِي زَمَنِي عَبْدِه لِلْعَادَات والتقاليد . . وَأَنْت أَيُّهَا الشَّابُّ فِي زَمَنِ لَا تَأَبَّه لِلْعَادَات والتقاليد كُنْت فِي زَمَنِ شِعَارُه الطَّاعَة لِأَبِي ولأولياء امْرِئ . . أَنْتَ فِي زَمَنِ شِعَارُه التَّمَرُّد عَلَى أَوْلِيَاءِ الأمر… أَكْثَرَ مَا يؤلمني فِيك وبأمثالك مِنْ الشُّبَّانِ أَنَّكُم فَهِمْتُم الْحُقُوق أَكْثَرَ مِنْ فهمكم الْوَاجِب . . وطالبتم غَيْرِكُم بحقوقكم أَكْثَرَ مِمَّا طالبتم أَنْفُسَكُم بواجبكم . . لَيْس لَدَيّ نَصِيحَة لَك أَغْلَى مَنْ تَكُونُ ذوقك ثُمّ تُرَقِّيه . . فَإِنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ كَانَتْ السَّعَادَة وَالاسْتِمْتَاعُ بِهَا حَلِيفِك عَرَفْت أَنَّ التَّرْبِيَة هِي تَغْلِيب الْوُجْدَانُ عَلَى العاطفة… 💙 .
… نوال وهبة…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق