الجمعة، 16 سبتمبر 2022

البخيل...للمبدعة عزيزة بوزيان

💎البخيل💎

في سياق الحديث عن البخل والبخلاء، أحكي لكم قصة واقعية جرت أحداثها بضواحي المدينة التي أقطن بها :
في قرية ليست بالبعيدة عن مدينتي كان يقطن أحد كبار الفلاحين وهو من أعيان القبيلة لكنه كان مشهورا بشحه وبخله الزائدين عن اللزوم..
كانت عنده الكثير من الأبقار والأغنام والأشخاص الذين يعملون تحت إمرته، وكان يحصل كل سنة على أكبر محصول من القمح الصلب والذي يخلف له الكثير من البرسيم الذي يطعم منه ماشيته ويبيع الباقي ويجمع الأموال الكثيرة ولايتصدق أو يزكي منها خوفا من أنها لن تكفيه لحاجياته الحياتية، وكان يكدس كل هاته المحاصيل بضيعته ويقول للأجراء احفظوا غيبتي حتى أعود برزق اخر فكل هاته المحاصيل لا اظنها ستكفيني لآخر السنة.. وعلي إحضار المزيد.. ويحمل كيسا ويلبس ثيابا رثة ويترك سياراته الفارهة ويركب عربة يجرها حمار و يذهب إلى المدينة المجاورة ليسترزق من الناس ويطلب المساعدة..
ومرت شهور وهو على طبعه هذا ، لكنه في أحد الأيام رجع إلى ضيعته فكاد يجن من هول الفاجعة.. لقد حول الله سبحانه وتعالى الكومتين الفارهتين من القمح والبرسيم إلى كومتين من التراب.. وجلس يبكي ويندب حظه اللعين ويضرب أخماسا في أسداس لكن دون جدوى..واساه سكان القبيلة ووعدوه أنهم سيكونون دائما إلى جانبه ولن يتخلوا عنه مهما حصل وأن القناعة هي فضل من الله سبحانه وتعالى وكنز لا يفنى وعليه الامتثال لأمر الله والسجود له ليصفح عنه..
وأما الكومتين فلازالتا منتصبتين إلى يومنا هذا عبرة لمن يعتبر..
               
💎 عزيزة بوزيان 💎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق