نعم هي مقولة صحيحة ، لأن الصدر بئر صاحبه .
كلنا صدورنا محشوّة بالأسرار ، وضائقة بالأخبار .
كلنا له سره الخاص والذي لايستطيع البوح به ، حتى لنفسه، مهما انفلت لسانه أو ضاق صدره ، فيظل حاملاً كتلة تؤرقه وتهدر طاقته .
إنه جبروت العناد ، أو حكمة العُبَّاد ، أو تَرَفُّع الزُّهاد ، وقد يكون (قلة حيلة) لأن الحديث لن يجلب سوى شماتة الحُسَّاد أو نشر الأحقاد . أو قد يُضيِّع عليه فرصة العيش الرتيب ، والفعل النجيب.
فمن منا يعيش خالياً وليس في داخله نبضات هادرة، وأنَّات زافرة، وأفكار حائرة، وعزيمة خائرة.
من منا لم يُحِس بكربة الفقدان ومرارة الحرمان .
حتى وإن كانت تلك حالات عابرة في محطات الحياة الزاخرة، ولكنها تظل هي النتائج الأصيلة لأحداث ثقيلة بعضها يُخَلِّف فينا أسراراً قليلة تمتدُ لأعوام طويلة .
( السر في بير ) حقيقة كل قلب، وصديقة كل درب ، ولكنها لاتتحقق بمعناها إلا لأسرارنا الذاتية وليست مؤكدة لأسرار غيرنا لدينا، فإن ضاق الصدر بسر صاحبه، فهل صدر غيره يستوعبه !؟
أنت أيها الإنسان! وديعة الرحمن بين مَدِّ الحياة ، وجَزْرِ الفناء، تُناوِش نفسك ببعض معاني الوفاء وتحاول جاهداً البقاء على معارج الإرتقاء ، دون أن تفكر في كيفية الصمود لتتجنب السقوط كي تمارس الصعود. والدليل أنك دائماً تحشو صدرك بأسرار غيرك فلا يبقى لديك مكان لسرك . لذلك فاعلم أن
المنشغل بأسرار الناس عقيم الإحساس فلا يبدي صدق المقال ولا يتزين بتاج الجمال.
فرج العشري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق