قفلت الخط
كانت تلك المكالمة هي الفاصلة ، نعم هي نقطة النهاية لقصة حب دامت لسنوات ليست بالقصيرة ، كانت خلالها تعيش معه أروع قصة حب ، حب لم تعرف مثله من قبل ، عرفته صدفة على موقع التواصل الاجتماعي ، كانت في بداية المشوار مجرد صداقة ، يعلق على منشور لها وترد بلطف ولباقة كما عادتها مع بقية الأصدقاء ، واستمرت الصداقة لأكثر من سنة ؛ وذات صباح وكان صباح عيد الفطر بالتحديد ، رن هاتفها فردت دون أن تنتبه للرقم ، فالمعيادات كثيرة يومها ، والأرقام حدث ولا حرج وجهها غير مسجل لديها ، قالت : -ألو ... كل عام وأنتم بخير
-كل عام وانت بألف خير ، كل عام وانت حب حياتي
انتبهت لهذه الجملة ، من يقول لي مثل هذا الكلام ، غريبة
-آسفة سيدي ، يبدو أنك أخطأت بالرقم
- لا أبدا ، أنا واثق من الرقم وصاحبة الرقم
- عفوا، فضلا وليس أمرا ، من أنت سيدي ؟
-أنا .... صديقك ويا سعادتي لو تقبلي ....
-رجاء لا تكمل ... كل عام وانت بخير وشكرا على المعايدة
تحيااااتي ، مجبرة على إغلاق الخط ... عندي ضيوف !
انتهت المكالمة ، لكن تلك الكلمات بقيت تتردد على مسمعها ؛ مرت أيام العيد وهي لا تصدق ما سمعته ولم تنشر ولا منشور ... بل غابت عن الفيس وعن المنتدى ... اختفت تقريبا ، وكان هو في الأثناء يقضم أصابعه ندما على ما اقترف ، ماذا لو لم أبح لها بحبي وتركتها صديقة فقط ؟ أليس ذلك أحسن ، ها أنني خسرتها ، لا هي بحبيبة كما أود وأرغب ولا هي صديقة أحس بوجودها وأتمتع بحروفها ... مرت أيام ، وفجأة عادت ونشرت وأول من علق كان هو وبعدها حصل ماتمناه ، كانت عشقه الوحيد ، يديم بها لحد الجنون ، لكن الظروف لم تسمح بلقائهما ولا مرة حاول مرارا وتكرارا أن يراها عن قرب ، أن يتحدث إليها وجها لوجه ، لكن الله لم يشأ ، جن جنونها أخيرا وطلبت منه إما أن يأتي ويمحي كل العقبات التي أمامه أو لن يسمع صوتها مرة أخرى ولن يقرأ حروفها بعد ذلك .... لقد سئمت تلك الوعود وكرهت تلك المسافات والبحار التي تفرق بينهما ، هي لم تطلب شيئا سوى رؤيته فقط رؤيته عن قرب وهي لا ترى ذلك بالشيء العسير .
جاء اليوم الموعود ، يوم قدومه الذي أخبرها به ، ترقبت رنة هاتفه .... مرت الساعات طوال طول البحار والمحيطات ، حل الظلام ورمى ستائره على الكون كله وعم قلبها كذلك .... قررت أن تهاتفه ... لا حياة لمن ينادي ... لا هاتف .... ولا ماسنجر ... غياب كلي ... مرت أيام سبع ولا خبر .....
بعد تقريبا شهر رن الهاتف
-ألو حبيبتي أنا بالمشفى منذ ذلك اليوم الموعود .... الذي كان يوم لقائنا ...
ألو .. ألا تردين .... قولي شيئا أرجوك
-تن .،. تن .،. تن .،.
كانت آخر مكالمة فقد تكررت هذه الأعذار على مسامعها منذ إثنا عشر سنة .
رفيعة الخزناجي
تونس
#هلوساتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق