السبت، 27 مايو 2023

الثابث والمتغير... للمبدع محمد عزو حرفوش

الثابت والمتغير. 
سلام الله عليكم أجمعين.. في يومنا الجديد.. والله المعين. 
نعم إنّه يوم جديد لمن استيقظ.. وقدّر الله له أن يفتح عينيه لينطلق من جديد. ربّما يراوح في مكانه وربّما يتفهّم أبجديّة زمانه وربّما يدرك أنّ في الكون من يرسم لكلّ حدث شكله وأوانه؟!.
نعم نستيقظ في يوم جديد.. ربّما ليس صامتاً كالأمس وليس صاخباً بالحدث وليس ملقيّاً على قارعة الانتظار كالرمس.
القمر ذاته والشمس ذاتها الشمس.. العمر ذاته.. لكن التفاصيل قد تغيّرت ما بين اليوم والأمس.
خارطة العيش قد تغيّرت وبوصلة الأولويات قد تبدّلت.
ثمّة ثوابت لا تتغيّر ومتغيرات لا تثبت مهما بذلنا الجهد.. وأكثرنا من التمني.. وربما الدعاء.
ألف ألف سؤال يقضّ مضجع الأمس واليوم.. وينفخ في جمر المستقبل الآيل للسقوط بعد انتزاع أعمدة الأمل وتعرية الأحلام من أوراقها.
نتغنّى بأمجاد الماضي التليد ونشكو بؤس وانفلات الجيل الجديد ونحن جميعاً نقاتل لاعتلاء عرش البقاء حتّى آخر قطرة من دم الوريد.
من يريد؟ ومن لا يريد؟ ما الضارّ وما المفيد؟ من الخاسر ومن المستفيد؟
من تفرعن ومن يحتضر؟
من أوقد الغضب في أتونٍ يستعر؟
ماهي خيوط القضيّة؟ أين الحقيقة الخلبيّة؟ أين البقيّة؟ من المجرم ومن الضحيّة؟
حقيقة الأمر.. أنّي لا أعلم الإجابة.. ولا أملك حلّ هذه الأحجية.
كلّ ما أدركه أني استيقظت.. وهذا يعني أنّي في يوم جديد وفجر عتيد وحلم وليد.
لماذا لا نمسح كلّ ما سبق ونشرع بتجديد البناء لأمل رأيناه ذات يقظة حكيما ونرمم يأساً بات فينا مقيما ونقنعه أنّ جسدنا مازال قادراً على البقاء سليما.
آه وأوّاه كم تزدحم الأسئلة وتنهمر الاتهامات بين الأحياء والأموات.. بين ماضٍ يتهمنا باغتياله وحاضرٍ ينعتنا بالجبناء ومستقبلٍ يقهقه من تخلفنا.. من عجزنا.. من عقمنا.. من قمقم قهرنا.
ونحن نجترّ ضجيج  المنابر وزفرات المحابر ونكتب بأحرفٍ من خريفٍ مقيم. 
أيا ليل قد أرهقتنا.. عجّل بالرحيل.. أما آن الأوان؟
نرقب فجراً يغيثنا لنقنع الجيل أنّه سيكون في أمان.
ألا تسمع أنيننا.. أوفِ الكيلَ.. انتصب يا ميزان.
أم أنّ قدرنا أن نضع دمعة على السطر ونمضي في بكاء جديد؟!
أقسم أنّي لست نذير يأس يا سادة.. وحسبي توصيف ما أراه دون نقص أو زيادة.. فهل تراني أخلد للنوم ذات وسادة؟!.
وكل ما أرمي إليه أن أسعى إلى تضميد جراح وطني الذي أعشقه حدّ العباده.. وأني لا أطيق إلا أن أراه سيداً وفي أبجديّة الريادة.. وأنه والله أهل للبقاء والسيادة.
دمتم بأكمل الصحّة وأتمّ السعادة.
.. محمد عزو حرفوش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق