الحادث :
الوقت تجاوز منتصف الليل' أخذ يذرع غرفة المكتب جيئة وذهابا والقلق وحش كاسر ينهش صدره بﻻ رحمة' وعيناه شاخصتان تراقبان عقارب الساعة بﻻ هوادة' تسترحم الدقائق أن اسرعي' شعر بالإنهاك' فجلس متهالكا' وبدأ صوت عقارب الساعة في الحائط يتضخم ويتضخم في أذنيه حتى كاد يصاب بالصمم 'فوضع يديه على أذنيه' ونض جبينه بالعرق'وبدأت خفقات قلبه في تناسق عجيب مع صوت عقرب الثواني 'حين سمع طرقا خفيفا بالكاد يسمع على الباب' فانتفض وهرع للباب يفتحه' وهتف أدخل' أدخل لقد تأخرت كثيرا!
بصوت ينهشه القلق' هه مالذي توصلت إليه؟ هل شكوكنا في محلها صديق عمري ؟ ؟؟ هيا تكلم !تنحنح صديقه قليلا' ثم تكلم بعبارات واضحة ﻻ لبس وﻻ غموض يكتنفها! نعم هم يحيكون شيئا رهيبا' عليك بالهروب وعائلتك بﻻ أي تواني' لم يجادله وهو الذي ما خاف يوما مواجهة الموت' ولكنها زوجته وابنته أيضا'
وتابع صديقه السيارة بالخارج' الحذر والحيطة واجبتان'
ثم همس بصوت يملؤه الحب' أواه صديقي نحن في عالم ﻻ مجال فيه للشرفاء . أسرع بربك الوقت يمر سريعا هيا أسرع .
الوقت صباحا .استيقظ قلقا .وحين بدأ يرتشف قهوته وهو يطالع الصحف اليومية كعادته . طالعه خبر مشؤوم يتصدر الصفحة الأولى .....تعرض المستشار القضائي ....أمس لحادث مشؤوم'إثر اصطدام أليم مع حافلة' راح ضحيتها هو وأسرته' وتم نقل سائق الحافلة إلى العناية المركزة .
وشهقة ألم صدرت منه وهو يقذف بالجريدة أرضا' وقبض أصابع يديه حنقا' وهتف حادث! !!'' حادث يا صديق عمري! تم تصفيتك بسهولة' أما قلت لك ﻻ مكان للشرفاء في عالمنا هذا! وترنح في مكانه وانهارت مقاومته وخرت أدمعه صريعة في عالم ﻻ مكان فيه للقيم .
بقلمي .. خنساء سليمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق