***ربيع الزمان ***
حياة وفصول ، ورحايا تدور .
على شاطئها نحيا بين مد وجزر ، وجذب ونفور ، دائرة هي تتسع أقطارها تارة وتضيق تارات ، تلفنا بمعصميها ، تُجيد هي نكث وعود وأحلام لطالما أغرتنا بها ، تحملنا على سنامها بعيدا عبر شطآن الأمل فسرعان ما ترسو بنا في مرافئ ألم وأحزان . يحلق ذهنك برهة مع نوارس الأوهام ،فيشعرك وكأنك على بساط الريح كنا قد سمعنا عنه ونحن صغار ، كنا كفراش زاهي الألوان ، عشقنا الحياة بتفاصيلها ، زيّنا آمالا جالت بخواطرنا ،زيناها بصدى ضحكات يتخللها بعض الفتور من قلوب أبت أن تخضع للأحزان ..
أناس زانت كتاب العمر ، كم جالت في ربيع زماننا ، جعلته كألوان طيف زاهية ،غزت بها قلوب وهنة أضناها خذلان ، نقشت على سطور صفحاتنا طيبا ،كلما مررت عليها يفوح عطرها ، يناغم وجدك لتشعر بالأمان ، يحاصرك بودها حب مغلف بشهد الجنان ، لا تملك سوى الشوق والحنين إلى ذلك البحر الممتد أمامك وكأنك متعطش لتلك القلوب الدافئة لترتوي منها مداد بقائك ، فسرعان ما تصحو من غفلة على نشيج صاخب من بين حناياك ليهز فيك وترا هشا من بقايا ثناياك لتوقن حينها بأن عليك الانتظار طويلا ، ربما لآخر العمر لأنك تقف على شاطئ من بحر التمني .
نصمت لنلملم من خلف سياج صدئ - في صيفنا - بقايا نفس مهترئة تتأمل شمس كبريائها ، ترفض الاستسلام ، فتزهو بجمال روحها تتناسى لظى وهم وخذلان .
ترسم إيماءات بعز وتحدي ، وبسمات وارفة على تلك الوجنتين ، وبريق مقل ترى فيها نورا تجلى عبر أزمان وأزمان ، ترسمها لذلك الزائر الوردي ليدرأ عنها ضباب أقنعة واهية رمقتها بين سطور صفحاتها ، فما كان لها إلا أن تُعطرها بلآلئ من مقل فاضت بدمعها لتجعلها في طي الكتمان و النسيان ...
# نجلاء جميل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق