الثلاثاء، 28 مايو 2019

ربيع الزمان ----- للمتألقة نجلاء جميل

***ربيع الزمان ***

حياة وفصول ، ورحايا تدور .

على شاطئها نحيا بين مد وجزر ، وجذب ونفور ، دائرة هي تتسع أقطارها تارة وتضيق تارات ، تلفنا بمعصميها ، تُجيد هي نكث وعود وأحلام لطالما أغرتنا بها ، تحملنا على سنامها بعيدا عبر شطآن الأمل فسرعان ما ترسو بنا في مرافئ ألم وأحزان . يحلق ذهنك برهة مع نوارس الأوهام ،فيشعرك وكأنك على بساط الريح كنا قد سمعنا عنه ونحن صغار ، كنا  كفراش زاهي الألوان ، عشقنا الحياة بتفاصيلها ، زيّنا آمالا جالت بخواطرنا ،زيناها بصدى ضحكات يتخللها بعض الفتور من قلوب أبت أن تخضع للأحزان  ..

أناس زانت كتاب العمر ، كم جالت في ربيع زماننا ، جعلته كألوان طيف زاهية ،غزت بها قلوب وهنة أضناها خذلان ، نقشت على سطور صفحاتنا طيبا ،كلما مررت عليها يفوح عطرها ، يناغم وجدك لتشعر بالأمان ، يحاصرك بودها حب مغلف بشهد الجنان ، لا تملك سوى الشوق والحنين إلى ذلك البحر الممتد أمامك وكأنك متعطش لتلك القلوب الدافئة لترتوي منها مداد بقائك ، فسرعان ما تصحو من غفلة على نشيج صاخب من بين حناياك ليهز فيك وترا  هشا من بقايا ثناياك لتوقن حينها بأن عليك الانتظار طويلا ، ربما لآخر العمر لأنك تقف  على شاطئ من  بحر التمني .

نصمت لنلملم من خلف سياج صدئ  - في صيفنا - بقايا نفس مهترئة تتأمل شمس كبريائها ، ترفض الاستسلام ، فتزهو بجمال روحها تتناسى لظى  وهم وخذلان . 

ترسم إيماءات بعز وتحدي ، وبسمات وارفة على تلك الوجنتين ، وبريق مقل ترى فيها نورا تجلى عبر أزمان وأزمان ، ترسمها لذلك الزائر الوردي ليدرأ عنها ضباب أقنعة واهية  رمقتها بين سطور  صفحاتها ، فما كان لها إلا أن تُعطرها بلآلئ من مقل فاضت بدمعها لتجعلها في طي الكتمان و النسيان ... 

# نجلاء جميل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق