للمرَّةِ العاشرة
....................
للمرة العاشرة
أتدافعُ مع خيباتي مُحاولاً
القبض على نفسي المتكورة
حول عنقها
الذي تدلَّى على جدارِ
الأمل
للمرة العاشرة
أُحاولُ التفلتَ من أحرفي التي
أصبحت باردةً
كسلحفاةٍ تقطع الهمومَ على طريقٍ
أولهُ عند سكونِ القوافي
وآخرهُ في قلب هويةٍ غيرَ
واضحةِ المعالم
بدونِ صورةٍ أو
عنوان
للمرة العاشرة
أُحاولُ جمعَ أجزائي المتناثرةِ
كحباتِ رملٍ في صحراء
قاحلة
قد أتعبتها رياحٌ غريبة
للمرة العاشرة
نزعتُ مفتاحَ صوتي وقذفتُ به
للريحِ التي لاتهدأُ أبداً
وكأنها صوتُ رعدٍ جافًّ.....يصرخُ
بأُذُني
وأنا لاأقوى على انتزاعِ قصيدتي التي
تقيَّأت مرارة
الألم
للمرة العاشرة
سأخلعُ مِئزرِ الوقتِ وأُغطِّي بهِ
العادةَ السريَّةَ التي تجمهرتْ
في طرقاتي
المظلمةِ
كجائحةٍ اغتالتْ أركانَ
الفضيلةِ
للمرة العاشرة
سأكتُبُ تاريخي الذي لم يُولد
بعد
سأكتبُهُ بأحرفٍ غيرَ مرئيةٍ
لكي لا يتعثر القارئُ بأحرفي
المتآكلة
للمرة العاشرة
سأنتهكُ حرمةَ الوقتِ عند
الظهيرة
وأحتضنُ كأسيَ الذي أسكرَ
كل أجزائي
إلاَّ عقلي بقي وحيداً يُغردُ
من مسافةٍ بعيدةٍ
للمرة العاشرة
سأقولُ أنَّ الحبَّ في
وطني
لايتجزأُ أبداً
ولايُختَصرُ أبداً
ولايتوقفُ أبداً
إنهُ هِبةٌ سماويةٌ
كنورٍ استوقدَ شعلته في
أرضٍ خصبةٍ لتحيا به
البشرية
للمرة العاشرة
سأصرُخُ بهدوءٍ منادياٍ قناديلَ
السماءِ
أن أعيدوني إلى قصيدتي
الأولى
إلى حرفيَ الذي لايمل الحبَّ
أبداً
كي أكتبَ سطريَ الأخير وأنسى
أنها...............
المرَّة العاشرة .
بقلمي:حسن سمرة/سوريا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق