" زُكَامْ ...!"
- في غيابكِ
لا شئ يستحقّ الذّكر
الوجع حاضر
كقَدَر قائم
كندب غائر في الظَّهر
وكذا الفصول
والمطر الباحث
عن موطئ ساقية له
في الحقول ..
لا شيئ يستحقّ الذّكر
النّجوم والغيوم
تواصل دورانها
حول زنّار فستانها الكحلي ..
أنثى الإستحالات
القمر بسلاحه الفرديّ
يقف حارسا
على أقمشتها التحتيّة
المعلّقة أشباحا وخيالات
على حبل غسيلها
النحاسيّ
الهواء يلهو بضفائرها
فتاة الظّلّ
وظلّها الظّليل
ثلاثية البهاء الكوني
اللائبة في تفسير
أسرار القلب
وفكّ الاشتباك الكلّي
بين أسلاك البرق
القابض على مقاليد النّبض
والكواكب البعيدة
والحبّ ..
لاشيء يدعو للقلق
أخبارنا هي هي
مواسم الحجّ تسير بانتطام
أسراب الحمام
والطائرات
لا تشكّل قلقا
لراحة التماسيح الهاجعة
تحت أعطاف البحيرات
ووسائد النّساء
لاخطر يهدد
برامج الرّيح
ولا الغرام تأخّر
عن ارتكاب
الغرام
الزّكام متصالح مع ذاته
هذه الأيام
وهو ملتزم بدوامه الصّباحي
وفي المساء
يخلع جذمته وينام
كأي مؤمن
أنجز دورة هدايته الأولى
وخَلدَ راضيا مرضيّا
تحت عباءة سيّده
الإمام .!
أمّا
وقد أتمّتْ وضوءها
وشمّرت عن ساقيها
بما يكفي لإعلانها
أنثى الكروم :
- اليوم ..
أتممتُ لكم تعتيق خمرتي
وخيّرتكم
بين جنّتكم الموعودة
وجنّتي
ناموا ولا تستيقظوا
أحبتي ..
غفلتكم
يقظتكم ..
في مُحكم تنزيل الغياب ..
.. .. ..
غياب ..!
مخلوف عبدالله مخلوف ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق