رضاعة الجمر
أتنفس ما تتنفسينه
ما يجعلني أحيا هو أنتِ في البعد
في يدي جمرٌ من باق ٍ لخشبِ روحي
مداولاتُ بقاءٍ لاشتعالِ
وأفولٍ لدخانِ
في يدي جمر يكوِّن جرحًا ساهرًا على أبدِ
في دربي إليكِ جمرٌ
في رحيلي عنكِ طريقٌ من جمر
هبني أيها الوقت,
ثانية استذكار
هبني أيها الوقوف,
نقطة استحضار
فأهبُ الحبَّ جمر اشتعالٍ بكلماتي
ما بين أن أبقى وحيداً
وأن أُحلق على بساط النشوة
ستارٌ من خفاء الصمت
ما بين
أن أكتب
وأن أرسم
ألوانٌ وأحرف ملتهبة من جمر الغياب
قيامتي:
لقاءٌ على شفير الموت
أغرق في حلمه، مغيبًا في حمرة هلالٍ راحلٍ في يومه الرابع
في سماء يومي
غيوم حبلى, تـُدشن بالكذب عيونًا بلهاء
تعالي , نـُحيك لعبة النظر
النظرة تسرق النظرة
النظرة تـَفرش موائد اللقاء
النظرة تنفي المسافة وتـُعيد الحكاية كما يجب لها أن تحكى
قلبيّ جمرٌ
عقليّ جمرٌ
كليّ جمرٌ
حائرًا بين أن أبقى
بين قصبات الحياء
أو يأخذني الغيم لأبكي بدمع تـُعيد للبلاهة طريق استقامتها
وقودُ الكلمات ألهبتني
ما عدتُ أطيق الانتظار
ما عدتُ اتبع إغواء الهروب
هبني يا مصيري
أيها الرماد
عناق ماء
هبني يا ماء, سواد نقصان
لأبدأ الصعود:
بأقدام الألم
على سلالم الجرح
بخفة الضوء
إلى ذرى الكمال تحت ظلّ زهرة الحبّ
فتجفل الزهرة ناثرة حبات طلعها
داخلة مع أنفاسي روحًا جديدة
فأهيمُ
أنتشي
أغيبُ
وأظهر على حافة نجمة
وأنادي:
تعالي نكتب قصيدة القمر في يومه الرابع
تعالي نتمدد في إرجوحة هلالنا
تهزها أنفاس حلم يطاردنا
تعالي ننصت الى محاكاة البياض للتدوين
نتلصص على مقايضات أثرٍ بيقين
لا تسألي عن مخاض الوقت
سنة
سنتان
سبع سنين
كأنها ميلاد الكلمة التي ولدت قيصرة.
ما بين
أن انتظر
وأن أتذكر
شعاع ضوء يعتم آني
قلادة وهم تغترب عن كلّ ما أتى
ما بين
أن أؤمن
وأن أكفر
شعرة من وبر الجحيم الذئب, للمصير
ويبقى
ما أتنفسهُ عبق من هواء مجنون كان ومضى
وما تتنفسينه
هو أنا, دخانًا من جمر مسّه المصير
ويبقى بين اللقاء والموت
سرابٌ مدشنٌ خلف الكلمات
يتنفس حرماننا.
غمكين مراد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق