الأحد، 5 مايو 2019

دعينا نغادر..... للمبدع عبد الكريم الصوفي

( دعينا نغادر  )

خاطَبتَها  :  أما مَلَلت العَيشَ  في هذا الزِحام ?

والإقتِتالُ  فَوقَ  هذا   الرُكام

وَكَيفَ لا  نَمَلٌَها  رَتابَةَ الأيام

قالَت  ...  بَل مَلَلتُ فضولَ البَشَر

مَلَلتَهُ  صَبري  ...  كَذلِكَ طولَ السَهَر

قَد فاضَ مني الضَجَر

أجَبتَها ... هَل تَرغَبينَ   إذاً  بالسَفَر

إلى البَعيدِ إلى  وَطَنٍ  لا يُغادِرَهُ  ذاكَ القَمَر

لِنُطلِقَ  لِلحِصانِ العَنانَ  ...  نُغادِرُ هذا المَكان

فَأسلَمَت   من فَورِها  يَدَها

عَلى الجَواد  ...  في حِضنِيَ ...  أجلَستَها

أطلَقتهُ ُ منَ العِقال  ... أرخَيتُهُ ذاكَ العَنان

كالسَهمِ يَنطَلِق  ...  كالمارِدِ  يَرمَحُ عَبرَ الجِنان

من بَعدِها أخَذَ  يَصهَلُ ...  سارَ  يَعدو في دَلال

نَحوَ  الشَمال  ... يَعبرُ تِلكَ السُهول  ... والتِلال

يوحي بِكُلٌِ   خَطوَةٍ  ... الرَوعَةَ  و الخَيال

وَقَد تَرَكنا  خَلفَنا …  تِلكَ البِلادُ ... كالظِلال

والغادَةُ  مِثلَ المَلاك ... تَحنو  عَلَيٌَ بِصَمتِها ... بلا سُؤال

يُرَفرِفُ  شَعرَها   كَأنٌَهُ  سُنبُلاً  ... ذَهَباً  يُسكَبُ ويُسال

يا لَهُ في سَكبِهِ ذلِكَ الشَلٌَال ... 

من خُيوطِ الشَمس يُغزَلُ ومِنَ الظِلال

من نَبعِها  الأنوار  ...  ومائِها  الرَقراقِ  يا لَلزُلال

كانَت تَحُسٌُ بالأمان  ...  وأنا أستَشعِرُ  فيها الحَنان

سألتها  يا غادَتي  ...  هَل شاقَكِ الحَنين لِلوَطَنِ  ذاكَ الحَزين ؟

أم أنٌَكِ لا تَزالي تَأمَلين ؟

تَنَهٌَدَت وأردَفَت   ألَيسَتِ  الدُروبُ  لَم تَزَل  شِعابَها بِنا  تَطول ؟

أجَبتها ...  يا لَها تِلكَ الدُروبُ  ... كَمائِنُُ  وخُطوب

أراحَها  هذا  الجَواب ... فإستَرسَلَت  في الدَلال

وشاقَني أن أسرَحَ  مَعَها بالخَيال

فَقُلتُ في خاطِري ...  يا لَهُ من وِصال

فَوقَ  الصَهوَةُ  ... بَل يا لَهُ التِرحال  ...  معَ الجَمال

وَطَني يَرحَلُ مع صَهوَتي ... وَطَني غادَتي

أجابَني ذاكَ المَدى  ... أمامَكَ  تِلكُمُ الغابات

فأحذَر مِنَ الأوباشِِ أو  ... بَعضِ الذِئاب  … 

يا أيُّها الفارِسُ أقدِم ولا تَهاب  من الكِلاب

أرخَيتُ لِلفَرَسِ لِجامَها   ...  أطلَقتَهُ  مِنَ  العَنان

وَثَبَ  الحِصانُ بَل عَلٌَهُ  قَد طار   …

وَلَم تَزَل غادَتي  ... تَستَشعِرُ  الراحَةَ والأمان

تُنشِدُ  ... في صَوتِها  ... تُرَدٌِدُ  مُهجَتي

وَشَعرَها ذَهَباً  ...   يُداعِبُ وَجنَتَيَّ

أفَقتُ من غَفوَتي    ...  ورَقدَتي

في بلادِ الشَمالِ البَعيد

وأنا في السَرير …  أحضُنُ  وِسادَتي

أحسَبُ أنٌَها غادَتي …  يا لَها خَيبَتي

لَقَد فَقَدتُ صَهوَتي

وأنا أنظمُ  قَصيدَتي …

بقلَمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق