**وداع من بين المقل **
********
نادته من بين ضلوعها ...
يا ولدي ..أين المفر
هنا يجتبيك الصبر وفيها المقر
يا ولدي .. لِم الرحيل
لِم تعدم الأمل في كينونتي
تعزف لحن الفناء
وترفع راية السفر
يا نبضي بين أحشائي
ويا عزي بين أسمائي
انهض شموخا واعتلِ قمة البشر
عاند شجونا أدمت مقلتيك
واجتزّ مجدا من بين الحفر
أماه .. نحن منك ، إليك
لا نهاب الموت ، احتضناه
بل عشقناه ،
كعشق فراش الربيع بين الزهر
أماه .. اشتكى الصبر منّا
فما عاد يجدينا البكاء
هام الخريف بين ربوعنا
استوطن الربوات وأشقى الشجر
أماه .. ما سألناك أبدا الرحيلا !..
أمَا ارتويتِ من دمائنا ؟..
أمَا اكتفيت من أجناننا
نحيبا وعويلا !
نرحل فيك ، نهرب إليك
أبينا إلا وأن نذوب في مقلتيك
كدمعة جالت فترجلت
أغاثت حنينا أصيلا ..
أماه ..
هم أخلّة صاغوا الظلم ألوانا
سحقوا فؤاد الحق
جادوا بسياط الغدر
نشدوا السلام وقالوا ..عِرفانا
أأبكي العروبة ..
أم أبكي أحبة وخلّانا
وطني .. أيا وطني ..
أيا جرحي الغائر أزمانا
جئناك جنودا
شيوخا وفتيانا
كفكف دموعك ، أبدا
لا رحيلَ ولا خذلانا
أماه .. أما آن الآوان
لنعتلي نجوم الربيع
تعانق أرواحنا البدور
فنرفع راية النصر ألوانا
....
ودعته وجمر العين يسبقها
يا ولدي .. لا تحزن
افترشت الأبيض بين أركاني
رياض وحور بين ذراعي
هاك فؤادي في محرابك
فأسدل عليه أجفاني
# نجلاء جميل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق