الأحد، 5 مايو 2019

عودة بعد غربة........ للمبدعة وفاء قاسم

.........    عودة بعد غربة    ...........

كنت قد رجعت دياري بعد غربة أتمت قرابة العام...
دار كأنها جنة مصغرة...
تشمخ بأعلى الجبال و العز يكلل رؤوسها
ذات طبيعة جميلة خلابة
فيها روابي خضراء يانعة...
و نبع ماء عذب رقراق... لا عجب إن قلت
هي روضة من رياض الجنة وارفة الظلال...
و أزهار الربيع تعطر تلك الأجواء بأريجها الدائم
و قد أويت إلى ظل توتها و جوزها الوارف الأخضر المتعانق الأغصان  ...
و وردت ماءها العذب الفرات..
و كافأت نفسي بهوائها النقي...
قضيت أجلاً لم أحدده بساعات...
أكملت سيري إلى أماكن أحببتها...
و زرت ضريح شيخ جليل فاضل ...
لأتبارك منه بالدعاء ... رحت أدعو و أبتهل  ...
خرجت مستأنسةًً تغمرني راحة البال ...
لم أشعر بمثل هذه السعادة منذ الأزل  ...
وكل ما مضى كان سراب بلا أمل  ...
أطلت النظر في واحة خضراء وجدت فيها الخير ينهمر كالشلال
مياه الينابيع تجري كالسلسبيل لكل عابر سبيل...
و قد سمعت نداء ً خفياً
من شجرة مباركة زيتونة شرقية
تدعو لي بالخير و كثرة الأرزاق...
وصوت ملاك يدعوني إلى المكوث وقت أطول .. 
كأنه لا يريدني أن أغادر  ...
كأن المكان اشتاق لوجودي  ...
وحي العقل توقف عند روعة المنظر بعد غياب...
أ هي جنة... أم أنا أحلم...؟
و رحت أنشد بعض أبياتي   ... من لواعج القلب

يا وافقا مطولاً  بين  الأطلال
أتبع الحزن  بالنوح  و العويل

يسأل قلبي عن سكان الديار
و أنا  أعلم  بحالة  المسؤول

فرتلت قصيدة من حب غائب
لا ينسى عهد الولاء  بالتبديل

ابن الأكارم من أعالي الجبال
بفؤادي منزله ونسيانه محال

تركت المكان والعيون باكية
والدمع قرح الأهداب والمقل

فغير  ذاك  المكان  لا  يساوي
قشة  و إني لأراه أجمل منزل

كأن روحي مزجت مع هوائه
أصبح المكان أنا في كل حال

بيت بني بالإيمان يا نعم منزل
ساكنه رجل صادق كريم الفعال

رحم الله أيام عز وخير عشناها
كانت  في  العمر  قمة  الكمال

هنيئاً لمنزل مدحته كأنه الجنان
للساكنين فيه حب فريد المثال

شغفت روحي المشتاقة  ولهاً
للقاء  هناك  مع الحبيب الغالي

هنا ريح  الجنة  في كل ركن
و أنا أنشد  الحب  و  الوصال

أدعو و أرجو  الله  كل  لحظة
ليحفظ  ساكناً  كريم  الخصال

سلاماً  على من طاب  مسكنه
كل صباح  أضاءه  ذو الجلال

  بقلمي : وفاء قاسم   3 /5 /2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق