الخميس، 27 يونيو 2019

بلاد العرب أوطاني ----- للشاعر المتألق محمد الفضيل جقاوة

  

بلاد العرب أوطاني :

.

عشق العروبة أغـــراس بوجــــــداني 

ضاعت فأذكي عبير الشــــوق نيراني

.

إنّي شربت كــــــؤوس العشق مترعة 

من دُنّ عــــاشقةِِ في مهديَّ الحاني 

.

كانت قبيل صلاة الصبح تــــــوقظني

همسا تغني : ( بلاد العرب أوطاني )

.

و تطـلع الشمس ولهى فـــي مرابعنا 

فتنسب الشمس إيمــــانا لــــــــــعربان 

.

و يرقص البدر لا يخفي عــــروبته 

كم كان حلوا بكــــــل الحبّ يغشاني

.

و نحلبُ النوقَ لا نخــــــــفي محبّتها 

قربى .. و يُفرد للقصـــــــــــواء حبّان

.

و يسمق الـــــنخل تُدني الغيم هامته

كبرا .. و نهرع إذ نجني لصنـــــــوان 

.

و تهرب الخيل في الــهيجاء ناكصة 

و خيلنا الغرّ لا تُـــــــــــــرجى لخوان

.

إني أحبّ بلاد الـــــــــــــعرب قــاطبة

هيهــــــات ينبض قلبي دون شرياني 

.

غـــــرا شربت كؤوس الحب مترعة 

من دنّ عاشقة في مـــهديّ الحاني 

.

قد قدّستْ قيما تحيا البــــــوادي بها 

و تحفظ النسل .. إحسانا بإحســــــان 

.

صيد الإناث حـــــــــــرام في عقيدتها 

فالخير باق متى تعفى لحســــــــــلان

.

و الصيد فوق احتياج الحــــرّ مهلكة 

يا ويح ذي جشع من لعــــــن غزلان 

.

و تقطف الشيح أغـــــــــصانا لقهوتنا 

و الجــــــــــذر يعفى لأجيال و أزمـان

.

و يعذب المــاء بالقيصــــــــــوم تنقعه

كــــــــم يطفئ الدلو صيفا غلّ ظمآن 

.

جــذلى تقبلني .. للــــــــــــــه سائلة 

أن أحفظ الــــرّبع سبّاقا لأقـــــــراني

.

و توعـــــد اللــــــــه نذرا بعد ختمته

عـــــــــجلا تجود به في يومها الثاني

.

في كــــــــــلّ عام تفي نبلا بوعدتها 

لله زلفى .. و تهدي الأجــــر جيلاني

.

لمّا تــــزل أذَني سكــــــــري  بأغنية

تمجّد الشهــم تزري الأحمق الــواني

.

و تذرف الدمع للرحمــن  ضارعة 

فالسّبق موهبة من فضل رحمـــــن

.

كان الهلاليُّ فـــي الأسمــار يبهرنا

سعّارَ حرب .. بِخوض الحرب أغـراني

.

يجندل الأســــــد لا تخزيه حيصتُه

و كالنسيم يغيث الحـــاسر العــاني

تدبير جــــــــــــازية  يغنيه منفـــردا

عن ألف قسورة أمثــــــــالِ زيدان

.

أنا الهــــــــلاليُّ جهل القوم هجّنني

و استبـــــدل السخف ميدانا بميدان

.

عشقت جـازيتي الهيفاء مذ صغري

و كم تمــادى و زاد الضّر كتماني

.

ليلا على دفتري المنهوك أرسمها

حسناء أزرت نساء الإنس و الجان

.

القـدّ سيف و نور الصبح مبسمها

تبدو فتخطر في الأكـــوان شمسان

.

كم أكتم الشوق مكلوما و يفضحني

سهو أحــــــــاذره كالصرع يغشاني

.

الفكر فيها بياض اليـــــوم منسرح

و الهـزع فيها ذهــــول دون آذان

.

وحدي أبث ضرام الشـوق محترقا 

ليلي .. و يزفر نايي بعض أحزاني

.

يزاحم الرّست آهــــات الصّبا ولها

و يخلط الشوق قبل النّفخ ميزاني 

.

و يكتم الليـــــــــل ما تبديه أنجمه

ولهى تــردّد أوجـــاعي و الحاني

تحــــــــــار أمّـي فهذا الداء أرّقها 

ردحا .. و أعيا إمام الحيّ شيطاني

.

كم ردّدتْ آية الكــــــرسيِّ همهمة 

فلم تفـــدني و هــدّ العشق بنياني

صريع حلم جراحي منه ما اندملت

و  كيف أشفى و ضرّي حال عرباني

.

متى أجوب بقــاع الأرض منتصرا

و تستعيـــــد أثيل المجد فــرساني

.

و تَعْقَدُ المهرَ فـــي الأصقاع ملحمةُُ 

كبرى تطيــــح بأنجاس و رومــان

.

العشــــق جازيتي لا زلتُ أحفظه 

بعثا يجـدّد بعــــد التيه إيمـــــــــاني 

.

يا مصر كــم أرّق الوديان ذو وله

هل تسمعين و هــل أشجاك تحناني ؟

حبّي دمــــــشق نجـــوم الليل تعرفه   

وسنى ترى  ولهي في فرط إدماني 

هذي جراحي تداعتْ فــــــهي تقتلني 

بغداد جـــرْح و في صنــعاءَ جرحان 

.

إني انأ النصف يا خرطوم من وهــني 

بئس الـــــــــحياة بنصف خانه الثاني

قلبي يرى مــــــزعا أهلي و يلجمني 

هذا الزمان الذي بالكفر أخــــــــزاني 

.

قد شمّرت زمرُ الأعـــــــــراب تخدعنا 

كفرا تبيح حمى أهـلي و خــــــــلّاني

.

و استأجر الأعــــــــورُ الدّجال قاتلَنَا  

ريعا يقاسمه عبّـــــــــــــــــــاد صلبان 

.

و نقصد البيت حجاجا فنــــــــــــرفده

و الحج في زمن الملعـــــــون كفران

  

و يدفق الـــــــــنفط مسروقا فيذبحنا 

لا كان نفــط بــكل الــــــخزي أضناني

.  

قد كان في ( القيز ) كـــلّ العـز يشملنا

القــوت ضرع و ناري قـــدح صواني

تبا لنعماء بالأغـــــــــــــــلال تأسرني 

إني المشوق لقيصــــــومي و قيعاني 

.

أفاخر الكل في الــــــــــهيجاء ممتطيا  

أنا التميميُّ أهــــــــــــــوى كــلّ ذبيان 

.

لنا إذا نزلت بالـــــــــــعرب نازلــــــةُُ 

يومُُ  يـــوحّدنا مـــــــــــرصوصُ بنيان

.

مــــازال عبقك يا ذي قــــار يسحرني 

صار الفــــــــــــزاري منسوبا لشيبـــان 

.

عــــــادتْ بقايا علوج الفــــرس هاربة  

عــــــــــــزّتْ بنا بعــــد ذلّ بنت نعمان 

.

أسد تهــــاب صروف الـدهر غضبتنا

كم رُدّ منصرما تهـــــــــديدُ عــــجمان 

.  

ثـــم  انبـــلجنا ضياء شـــــــــعّ أزمنة 

في كــــلّ شبر تعالى صـــــــوت آذان

.  

سدنا و دانت لنا بالـــــــــــحق أفئدة 

كم ذا نجـــوب الـــــمدى آياتِ قرآن 

.

أماه هـــذي رمــــاح الشّيب توهنني 

الهمّ رام و درع الصّبر أخـــــــزاني

.

و لا يزال بقلبي الطفــــــــل يرهقني

إنّي اكتهلت و لم يكبر  فيجفــــــاني

.

خمسون عـاما بذات الحــلم يقلقني 

درويش عشق عظيم الوجـــد رباني

.

ضاقت به زمــر العميان ينصحهم 

فآثر العيش فــــــي أحضان وديان

.

أجلى الخبايا فهذا الكـــــون مختــزلا

يتلى على  الرّست في أحزاب فرقاني   

.

الدّين حبّ و مسعى اللــهِ وحدتُنا 

و غير ذا عبث تلفيــــــــق كهــّان

.

كم ذا أبثّ فـــــــؤاد النـاي ـ منتقلا

بين المقامات ـ أوجـاعي و أشجاني

كلّ الطّبّوع بجوف الـوادي أنفخها

عـــلّي أجمّع بالأنغـــــــــــام أوطاني

.

أغرمت مذ صغري بالرّســم أتقنه

للشّمس في صوري البلهاء عينان

.

و كنت أرسم أوطاني و أظـهرها 

من غير حدّ فكل العرب إخواني

.

و كنت أرسم أعـــــضائي أوزّعها 

على الخريطة تحمي كــلّ بلداني 

.

القلب يا مصر في واديك أرسمه

يمتدّ منه وريدي نحو وهـــــــران

.

أبدعت تونس مهوى الأهل خاصرة

تغري فتغــــــرم عمّاني و بغـــداني 

ما كنت أحسب أن الدهــــر يبغتني 

فيلجم الدّهر بعد العــــــــزّ ضمراني

.

حتى الصهيل هجين الفجــــر أعدمه

فما تسابق خيل اللـــــــــــــــــه آذاني

.

بعضي يحنّ إلى بعضي و أخــــــذله

حمص الوتين و فــي نجد البطينان 

.

و في الحجاز بقايا الــــروح أرسمها

نورا يغشّيه ظلما ســــــــوط   سجّان

.

صِرتً الشتاتُ ينال الوحش مـــن مزعي 

حرّا .. و هـــا وطني معـــــوى لذؤبان

.

متى ألملم أشـــــــــــلائي و يبهـــرني

عشق الحياة فتدني الغيم شطـــــآني

.

لكم أقـــــــــــوم بجوف الليل نافلة 

صبّا بـ : ( و اعتصموا )  أنهيت   قرآني

.

بقلم محمد الفضيل جقاوة

18/03/2013


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق