بلاد العرب أوطاني :
.
عشق العروبة أغـــراس بوجــــــداني
ضاعت فأذكي عبير الشــــوق نيراني
.
إنّي شربت كــــــؤوس العشق مترعة
من دُنّ عــــاشقةِِ في مهديَّ الحاني
.
كانت قبيل صلاة الصبح تــــــوقظني
همسا تغني : ( بلاد العرب أوطاني )
.
و تطـلع الشمس ولهى فـــي مرابعنا
فتنسب الشمس إيمــــانا لــــــــــعربان
.
و يرقص البدر لا يخفي عــــروبته
كم كان حلوا بكــــــل الحبّ يغشاني
.
و نحلبُ النوقَ لا نخــــــــفي محبّتها
قربى .. و يُفرد للقصـــــــــــواء حبّان
.
و يسمق الـــــنخل تُدني الغيم هامته
كبرا .. و نهرع إذ نجني لصنـــــــوان
.
و تهرب الخيل في الــهيجاء ناكصة
و خيلنا الغرّ لا تُـــــــــــــرجى لخوان
.
إني أحبّ بلاد الـــــــــــــعرب قــاطبة
هيهــــــات ينبض قلبي دون شرياني
.
غـــــرا شربت كؤوس الحب مترعة
من دنّ عاشقة في مـــهديّ الحاني
.
قد قدّستْ قيما تحيا البــــــوادي بها
و تحفظ النسل .. إحسانا بإحســــــان
.
صيد الإناث حـــــــــــرام في عقيدتها
فالخير باق متى تعفى لحســــــــــلان
.
و الصيد فوق احتياج الحــــرّ مهلكة
يا ويح ذي جشع من لعــــــن غزلان
.
و تقطف الشيح أغـــــــــصانا لقهوتنا
و الجــــــــــذر يعفى لأجيال و أزمـان
.
و يعذب المــاء بالقيصــــــــــوم تنقعه
كــــــــم يطفئ الدلو صيفا غلّ ظمآن
.
جــذلى تقبلني .. للــــــــــــــه سائلة
أن أحفظ الــــرّبع سبّاقا لأقـــــــراني
.
و توعـــــد اللــــــــه نذرا بعد ختمته
عـــــــــجلا تجود به في يومها الثاني
.
في كــــــــــلّ عام تفي نبلا بوعدتها
لله زلفى .. و تهدي الأجــــر جيلاني
.
لمّا تــــزل أذَني سكــــــــري بأغنية
تمجّد الشهــم تزري الأحمق الــواني
.
و تذرف الدمع للرحمــن ضارعة
فالسّبق موهبة من فضل رحمـــــن
.
كان الهلاليُّ فـــي الأسمــار يبهرنا
سعّارَ حرب .. بِخوض الحرب أغـراني
.
يجندل الأســــــد لا تخزيه حيصتُه
و كالنسيم يغيث الحـــاسر العــاني
.
تدبير جــــــــــــازية يغنيه منفـــردا
عن ألف قسورة أمثــــــــالِ زيدان
.
أنا الهــــــــلاليُّ جهل القوم هجّنني
و استبـــــدل السخف ميدانا بميدان
.
عشقت جـازيتي الهيفاء مذ صغري
و كم تمــادى و زاد الضّر كتماني
.
ليلا على دفتري المنهوك أرسمها
حسناء أزرت نساء الإنس و الجان
.
القـدّ سيف و نور الصبح مبسمها
تبدو فتخطر في الأكـــوان شمسان
.
كم أكتم الشوق مكلوما و يفضحني
سهو أحــــــــاذره كالصرع يغشاني
.
الفكر فيها بياض اليـــــوم منسرح
و الهـزع فيها ذهــــول دون آذان
.
وحدي أبث ضرام الشـوق محترقا
ليلي .. و يزفر نايي بعض أحزاني
.
يزاحم الرّست آهــــات الصّبا ولها
و يخلط الشوق قبل النّفخ ميزاني
.
و يكتم الليـــــــــل ما تبديه أنجمه
ولهى تــردّد أوجـــاعي و الحاني
.
تحــــــــــار أمّـي فهذا الداء أرّقها
ردحا .. و أعيا إمام الحيّ شيطاني
.
كم ردّدتْ آية الكــــــرسيِّ همهمة
فلم تفـــدني و هــدّ العشق بنياني
.
صريع حلم جراحي منه ما اندملت
و كيف أشفى و ضرّي حال عرباني
.
متى أجوب بقــاع الأرض منتصرا
و تستعيـــــد أثيل المجد فــرساني
.
و تَعْقَدُ المهرَ فـــي الأصقاع ملحمةُُ
كبرى تطيــــح بأنجاس و رومــان
.
العشــــق جازيتي لا زلتُ أحفظه
بعثا يجـدّد بعــــد التيه إيمـــــــــاني
.
يا مصر كــم أرّق الوديان ذو وله
هل تسمعين و هــل أشجاك تحناني ؟
.
حبّي دمــــــشق نجـــوم الليل تعرفه
وسنى ترى ولهي في فرط إدماني
.
هذي جراحي تداعتْ فــــــهي تقتلني
بغداد جـــرْح و في صنــعاءَ جرحان
.
إني انأ النصف يا خرطوم من وهــني
بئس الـــــــــحياة بنصف خانه الثاني
.
قلبي يرى مــــــزعا أهلي و يلجمني
هذا الزمان الذي بالكفر أخــــــــزاني
.
قد شمّرت زمرُ الأعـــــــــراب تخدعنا
كفرا تبيح حمى أهـلي و خــــــــلّاني
.
و استأجر الأعــــــــورُ الدّجال قاتلَنَا
ريعا يقاسمه عبّـــــــــــــــــــاد صلبان
.
و نقصد البيت حجاجا فنــــــــــــرفده
و الحج في زمن الملعـــــــون كفران
و يدفق الـــــــــنفط مسروقا فيذبحنا
لا كان نفــط بــكل الــــــخزي أضناني
.
قد كان في ( القيز ) كـــلّ العـز يشملنا
القــوت ضرع و ناري قـــدح صواني
.
تبا لنعماء بالأغـــــــــــــــلال تأسرني
إني المشوق لقيصــــــومي و قيعاني
.
أفاخر الكل في الــــــــــهيجاء ممتطيا
أنا التميميُّ أهــــــــــــــوى كــلّ ذبيان
.
لنا إذا نزلت بالـــــــــــعرب نازلــــــةُُ
يومُُ يـــوحّدنا مـــــــــــرصوصُ بنيان
.
مــــازال عبقك يا ذي قــــار يسحرني
صار الفــــــــــــزاري منسوبا لشيبـــان
.
عــــــادتْ بقايا علوج الفــــرس هاربة
عــــــــــــزّتْ بنا بعــــد ذلّ بنت نعمان
.
أسد تهــــاب صروف الـدهر غضبتنا
كم رُدّ منصرما تهـــــــــديدُ عــــجمان
.
ثـــم انبـــلجنا ضياء شـــــــــعّ أزمنة
في كــــلّ شبر تعالى صـــــــوت آذان
.
سدنا و دانت لنا بالـــــــــــحق أفئدة
كم ذا نجـــوب الـــــمدى آياتِ قرآن
.
أماه هـــذي رمــــاح الشّيب توهنني
الهمّ رام و درع الصّبر أخـــــــزاني
.
و لا يزال بقلبي الطفــــــــل يرهقني
إنّي اكتهلت و لم يكبر فيجفــــــاني
.
خمسون عـاما بذات الحــلم يقلقني
درويش عشق عظيم الوجـــد رباني
.
ضاقت به زمــر العميان ينصحهم
فآثر العيش فــــــي أحضان وديان
.
أجلى الخبايا فهذا الكـــــون مختــزلا
يتلى على الرّست في أحزاب فرقاني
.
الدّين حبّ و مسعى اللــهِ وحدتُنا
و غير ذا عبث تلفيــــــــق كهــّان
.
كم ذا أبثّ فـــــــؤاد النـاي ـ منتقلا
بين المقامات ـ أوجـاعي و أشجاني
.
كلّ الطّبّوع بجوف الـوادي أنفخها
عـــلّي أجمّع بالأنغـــــــــــام أوطاني
.
أغرمت مذ صغري بالرّســم أتقنه
للشّمس في صوري البلهاء عينان
.
و كنت أرسم أوطاني و أظـهرها
من غير حدّ فكل العرب إخواني
.
و كنت أرسم أعـــــضائي أوزّعها
على الخريطة تحمي كــلّ بلداني
.
القلب يا مصر في واديك أرسمه
يمتدّ منه وريدي نحو وهـــــــران
.
أبدعت تونس مهوى الأهل خاصرة
تغري فتغــــــرم عمّاني و بغـــداني
.
ما كنت أحسب أن الدهــــر يبغتني
فيلجم الدّهر بعد العــــــــزّ ضمراني
.
حتى الصهيل هجين الفجــــر أعدمه
فما تسابق خيل اللـــــــــــــــــه آذاني
.
بعضي يحنّ إلى بعضي و أخــــــذله
حمص الوتين و فــي نجد البطينان
.
و في الحجاز بقايا الــــروح أرسمها
نورا يغشّيه ظلما ســــــــوط سجّان
.
صِرتً الشتاتُ ينال الوحش مـــن مزعي
حرّا .. و هـــا وطني معـــــوى لذؤبان
.
متى ألملم أشـــــــــــلائي و يبهـــرني
عشق الحياة فتدني الغيم شطـــــآني
.
لكم أقـــــــــــوم بجوف الليل نافلة
صبّا بـ : ( و اعتصموا ) أنهيت قرآني
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
18/03/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق