همُّ الرغيف
ما للرغيفِ إذا ما رمتُه ابتعدا
كالظلِّ يسبقنا لا ينتظر أحدا
ما للرغيف إذا جوعٌ ألمَّ بنا
تكشر الحَبُّ في وجْهَيهِ و ارتعدا
ما للرغيف إذا ضاعت مواسمنا
يستبشر الخير ظلماً بالذي . بددا
قد كان في الحقل يرجو عطف منجلنا
يهدي السنابل وعداً إن هو انتضدا
و الشمس تشهد ذاك الوعدَ تغرقهُ
من جمر حمأتها نارٌ لكي يزِدا
و الريح دوّارةٌ في سعيها أملٌ
حتى تمخّضُ كأساً للسنا غردا
ما لي أراك على عهدٍ نكثت به
يا مُنجدَ البطن من جوعٍ به اتقدا
فكم سرينا قبيل الفجر سرْيتنا
و الشوك يوخز غض الزهر مقتصدا
نحنو عليه بلطف القلب نحصدهُ
مستبشرين به طفلٌ و من حصدا
عُدْ و املء السهل َ بالأحلام تعبرها
تلك الحشودُ على وعد الذي وعدا
همُّ الرغيف بهذا العمرِ منتصبٌ
من يكشف الغمَّ عن عمر ٍ بكى و صدا
لكنّما الخير عند الله ننشده
فاللهُ في كرمٍ لا ينتظر مددا
شعر
محسن محمد الرجب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق