** قصيدة بعنوان هكذا غنَّت ريحانة الشّام:
=======================
صهيل الحرف ملعبه الديارُ
قديمُ المجد والنَّسبُ النُّضارُ
أغنِّي للشّآم نشيد حبٍّ
وفي الآفاق صار له انتشارُ
وتضحك جِلَّقٌ لحروف عشقي
يردِّدُ رجع ضحكتها المدارُ
تقول : أيا فتاة الشَّامِ غنِّي
فقلبك في هوايَ لمستطارُ
إذا غنيتِ ياريحانُ شعراً
سيشرق في مرابعنا النّهارُ
دعي التَّغريد يعلو في قصيدٍ
كما غنَّت على الأيك الهزارُ
أقول : أيا بلادي طبتِ أرضاً
فأنتِ لنا الكرامةُ والفخارُ
وياوطني ستبقى أنت عزِّي
وأنت العشّقُ ليس له اختيارُ
نزيلكَ في الإباء يدوم عزَّاً
وجارك لا يُضامُ ولا يُضارُ
تنير الكون في سلمٍ شموساً
وأنتَ لكلِّ داجيةٍ منارُ
وإن عاث الأعادي في بلادي
سيفلح سهمُنا ولنا الخيارُ
ويعلم من يحاربنا بأنَّا
أسودٌ في الوغى ولنا انتصارُ
أنا ريحانةُ الدُّنيا وعطري
حروفٌ للشَّآم لها انتثارُ
أغنِّي هكذا عشقاً لأرضي
نشيدي كم يقابله انبهارُ
إذا غنيّتُ غنَّى الكون بعدي
فشعري لايُشقُّ له غبارُ
تسابق خيليَ الشّعراء طرّاً
فتسبقهم وليس بها اغترارُ
قريضي مثل شمسٍ في سناها
بها كل القصائد تُستنارُ
وفكري تقصر الأفكار عنه
وتسكنني الرّزانة والوقارُ
تزينني صفاتٌ ماجداتٌ
وألبَسهَا كما لُبِسَ السِّوارُ
تطوف ببيتيَ الأخلاق حجَّاً
ولي في المكرمات أنا اعتمارُ
ولي أدب الحديث وطيب قولٍ
وأفعالي سيكشفها الحوارُ
وأنأى عن سفيهٍ في جدالٍ
ولي عنه ابتعادٌ وازورارُ
أنا قلبي سموحٌ لا يجافي
إلى صدق المودّة لي يُشارُ
يؤرقني التَّذكر للغوالي
وشوقٌ كلَّما بعد المزارُ
لمن أهواه أهدي الحب صرفاً
وخفّاقي لهُ وطنٌ ودارُ
ألا فاسمع غنائي طاب شدواً
وكاسات السُّرور به تُدارُ
شذى الرّيحان فيها عطر شعري
ولفظي جامعٌ وبه الثِّمارُ
فهاكَ اليوم أغنيتي ولحني
وغنِّيها فمعناها ابتكارُ
-----------------
ريحانة الشام : مريم كباش
دمشق / سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق