** قصيدة بعنوان : عتاب
===============
إنِّي سأبدأ بالعتاب قصيدتي
وأصوغ في بعض الملامة مطلعا
قد جُنَّ قلبي إذ لمحت مشاعراً
منها إليك مع الحروف الأنصعا
وقرأت في الكلمات بعض مودَّةٍ
تهدي لها , قد تاه عقلي ماوعى
في حرفك المخبوء ألف حكايةٍ
تومي بأنَّ الشَّوق عاد لمن دعا
قد حرَّكَ الوسواس في صدري العنا
والظَّن مثل الوحش نحوي قد سعى
ماذا أصابك يافؤادي , ماجرى ؟
ماكنتُ أحسب أن تخاف وتجزعا !
باللَّه قلْ لي كيف أُخرسُ غيرتي ؟
مُذْ خالط الشَّكُّ الفؤادَ توجَّعا
كم قلت : يا أنثايَ لا تتورطي !
لا تعلقي فالحبُّ يسقي الأدمعا
وَلَكَمْ نهرتكِ عن هواهُ , عصيتني
وجعلتِ هذا الحبُّ يسكن أضلعا
وأجبتِ : كفِّي اللَّومَ نفسي أقصري !
إنِّي أراني في هواهُ مُوَلَّعَا
منذ التقينا في رياض قصيدةٍ
والحبُّ ينشر طيب عشقٍ ضوّعا
والرُّوح تشهد أنَّني أهفو لهُ
ترنو العيون إليه كي نتجمَّعا
وكتمت أشواقي وفرط صبابتي
قد كان حبَّاً في الفؤاد مُلوِّعا
أقسمتَ لي ياقيسُ أنَّك مخلصٌ
وحلفت : حبل الودِّ لن يتقطَّعا
فبسطت نحوك للهوى صدقاً يدي
وظننتُ أيدي الحبِّ نبسطها معا
باللّه قل لي كيف بعت محبَّتي ؟
وتركتَ قلبي في العذاب مُضَيَّعَا ؟
وتركتني بفم الهموم فريسةً
أنيابها من خاطري لن تقلعا
ساجلتُ في ليلي السُّهادَ ودمعتي
وأرى فؤادي في العذاب تضعضعا
يامَن تزفُّ إلى القصيد رسائلاً
عن فضح حبِّك لا ولن تتمنَّعا
الحبُّ ليس قصيدةً ياشاعري
أو لحن أغنيةٍ لتطرب مسمعا
أو صورةً تزهو بريشة مبدعٍ
قد طوَّع اللَّون الجميل فأبدعا
الحبُّ أنتَ ولا سواكَ بخاطري
وأنا بقلبك عشقها لن يُخْلَعَا
الحبُّ طيرٌ في فضاء قلوبنا
مابين روحينا يغرِّدُ أروعا
والحبُّ يُسقَى من وفاء مُتَيَّمٍ
مهما الزَّمان على الوصال تمنَّعا
واسألْ هوى العذريّ مات صبابةً
ماكان عهد الحبِّ أن يتزعزعا
وسطوع قيسٍ في القريض وفي الهوى
من دون ليلى لن يُضيءَ ويسطعا
فاحرصْ على قلبي وصُنْ لمشاعري
كي لا أكونَ مع الدُّموع مُوَدِّعا
إنْ تحفظِ الودَّ الذي ما بيننا
سأظلُّ للحبِّ الصَّدوق الأطوعا
-------------
البحر الكامل
ريحانة الشام : مريم كباش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق