السبت، 28 سبتمبر 2019

نادرا --- للمتألقة رفا الأشعل

نادرا ما أمسك القلم لأكتب نثرا و ليس شعرا و لكن دعاني الى ذلك داعٍ   
و ايضا لا احبٓ ان اتحدٓث عن نفسي و لكنٓي سأفعل و الآ لن تفهموني ..
ابي كان قاضيا مرموقا ، طيبا ، كريماو نزيهاالى ابعد الحدود يحترمه الجميع 
و كنت البنت الوحيدة فكان يحبٓني كثيرا و يدللٓني كثيرا ، يأخذني معه الى المقهى و الى مكتبه في المحكمة و يصطحبني في كلٓ شراءاتي و ينفذٓ كلٓ رغباتي ..و لم يكن هناك شيء ارغب فيه و لا أناله فتربيت على الحبٓ و الصٓدق  و العفوية و التسامح و نقاء النفس و القلب  .. لا اعرف  حقدا ولا حسدا و لا نفاقا و لا كذبا ..و لا غيرة..على العكس كانوا يغارون منٓي و لا أغار من أحد ..
لا أستطيع ان اتكلٓم اكثر عن هذه المشاعر السٓلبية  لانٓي لا اعرفها و لم أتربٓ  عليها ..انٓما يبدع في شرحها من اشتعلت نيرانها في صدره ..
و لقد اندهشت لماْ رايت انٓ هناك من يمسك قلمه و بدل ان يكتب عن الحبٓ ..عن الصداقة.. عن الانسانية.. كتب مطوٓلا عن الحقد و البغض و عدم التسامح و غيرها من  المشاعر  السلبية التي يملأ سوادها آفاق نفسه الضيٓقة ..دون خجل كان يفتخر و يتباهى بعدم تسامحه مع الغير مخاطبا ايٓاه بلهجة فيها احتقار قائلا له (يا انت  )..
انا لن اقول له يا انت ..و لن احقد عليه فقلبي لا يعرف الحقد و عدم التسامح ..انا فقط أشفق عليه لانٓ روحه في أسفل درك تتخبٓط في اوحال الحقد و عدم التٓسامح ..و  في داخله و حسب تعبيره بركان ثائر  ،ناره تأكله من الدٓاخل و دخانه يعمي عيونه و يحجب عنه الرؤية ..فلا يرى كم انا رهيفة الإحساس ، رحيمة  ..محبٓة للانسانية جمعاء ، اشعر بآلام الآخرين أكثر مما اشعر بالالم يمسٓني ، قد يجرحني احدهم فلا تنزل من عيني دمعة و اقول في نفسي ان كان له ضمير ، ضميره سيحاسبه و يقتصٓ لي منه و ان كان فاقد الضمير فهو يستحقٓ  فقط الشٓفقة  ..و في المقابل دموعي تنهمر بغزارة عند قراءة كتاب ..مشاهدة شريط ..رؤية إنسان  او حيوان يتعذٓب ..و لا احتمل سماع بكاء طفل  ..احسٓ كمن يدفعني دفعا لمسح دموعه و إرضائه بأيٓة طريقة ..
أعود للحديث عن الحاقد الحاسد غير  المتسامح …هل يستحقٓ ان أجيبه ..لا اظنٓ يكفي أنٓه   بذلك يعذٓب نفسه في الدٓنيا و سيخسر الآخرة ..لانٓه في شرعنا و ديننا : لن يُؤْمِن احدكم حتٓى يحبٓ لاخيه ما يحبٓ لنفسه  و هو اكيد لا يرضى ان يغذٓي احد ضدٓه مثل هذه المشاعر السلبيٓة… ..انا  فقط  أشفق عليه و أقول سامحه الله و لا حول و لا قوٓة الآ بالله ..و لن أعامله الا بالتسامح و المعروف و الاحسان لانٓي لن أستطيع ان أعطي من نفسي غير ذلك ..
                                      # رفا الأشعل #

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق