بلورٌ يستوطنُ ليلي
شعر / رياض الدليمي
.......................
كنتِ تقولينَ لا صلاةَ ترضي الله
ان لم تُعفّر بتراب الأوطان
أراكِ تبحثينَ عن مسيحٍ تفتينهُ
بصلاة مبلولة وغيوم ملبدة بروح المطر
من خلف الخلجان وأقاصي البحار
تشيّدين ممالكَ وترسمين حدودها الزرقاء
بلونِ أوردتي
ومسبحتي الفيروز
ترتلينَ الدعاءَ وتمجدينَ الأسماءَ
كنتِ تتوقينَ للفحاتِ الشمسِ على سُمرتي
حينَ أَرفعُ الأذان
بعدَ عتقي من جلدِ السنين
أتوهُ في الوادي السراب
بين شمسٍ تلبسُ رداءَ التوت
قمر تَحَمرَ بِفصال الشفق
تعلقَ بأكتافٍ لم تهشمها النيران
مشدودةٌ بخيوطِ القمر ،
أَمدُ يديّ في مواسم الجني
ترتعشُ من بياضِ القهر
تشابكُ ألوان الكرز والتوت
فيعشي النظر
ويجفُ فمي .
بتُ مشلولاً من توبة البوح
وطيشِ يديّ .
ألوانٌ تسحقُ النظر
صوت ينادي في الوادي السراب
لصلا ةٍ
ونورِ قمرٍ هالكٍ وخيوطِ شمسٍ
تشدُ أذرعي
ثقلَ الحجرُ على صدري فتختنقُ الشهقاتُ
بياضٌ يشعُ زهراً
يفتحُ فمي المعتصم ،
دعيني يا نونُ الخطيئةِ
لصلاةٍ في العراء
ولكِ صلاة في مملكاتكِ الزرق .
أدمنتُ صبَّ الشمع في السمع ،
لم تعدْ ( هيتَ – لكَ ) تثقبُ جدار الشمع
لا تهلل لزوالِ الشمس .
أديرةٌ تشيّدُ (بسكراب الأمس )
مساجد تعمّرُ روحي المقبوضة بعطر النأي
أنا الوحيد بتوبتي
الليلُ أكتبهُ تعويذةَ شعرٍ
وتهجد أحلامٍ ،
يغمى عليّ
من جَلدِ الألوان
وحلاوةِ الأضغاث .
بلورٌ يستوطنُ ليلي
ينامُ على أبيض ) الستن )
الظهورِ عارياتٍ
في عصور القتلِ والفتن
من يحميها من طامعٍ ومتسللٍ ؟
كرٌّ وفرٌّ في معارك الأرجلِ
بين ترفٍ وتوبتي
تنهضينَ غباراً وصهيلا
وقوائمَ هَدها الوهنُ .
أنا المنشطرُ بين دجلةٍ وفرات
ألا يُلملمُ أجزائي شط العرب ؟
......................................
بقلم د رياض ابراهيم الدليمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق