الاثنين، 17 فبراير 2020

حب من أول رحلة.... للمبدع محمد عزو حرفوش

.. مشاركتي في برنامج.. بقلم أديب..
.. حبّ من أوّل رحلة..
كانت حنين تعلم جيداً رقم ومكان مقعدها في الطائرة فقد اعتادت ذلك.. لكن هذه المرّة مختلفة.. تظاهرت بالبحث عن التذكرة بعين.. وأخذت ترقب ذاك الوسيم الأنيق بنصف عين.. وترقب قدومه لمحاولة مساعدتها بنصف العين الباقية التي صدقت فألها.. حيث أتى عارضاً خدماته.. بادرها بسؤال بمنتهى الرقّة والرقي.. كيف أستطيع مساعدتك سيدتي؟ أجابت دون أن ترفع رأسها بداية.. حنين .. آنسة حنين.. مراسلة صحفيّة مسافرة على متن الطائرة إلى... قاطعها بابتسامة واثقة متفهمة.. طارق.. تشرفت بحضرتك.. كيف أستطيع مساعدتك؟ مدّ يده مصافحاً.. صمتت لبرهة.. رفعت رأسها قليلاً.. انتابها شعور غريب لم تعهده.. أفقدها اتزانها ورونقها الذي طالما اشتهرت به.. نسيت للحظة مهمتها.. ونسيت في يده يدها.. أيقظها صوت مذياع المطار .. النداء الأخير لركاب الطائرة المتجهة إلى الإمارات.. أغلقت حقيبتها .. اتجهت إلى سلم الطائرة مهرولة.. أخذت مكانها في الطائرة.. لم تربط حزام الأمان.. وكأنّها لم تعد بحاجة له.. أقلعت الطائرة وأقلع قلبها معها لأوّل مرة.. وكأنّها رحلتها الأولى.. وكم تمنت أن تكون رحلة العمر التي لا تنتهي. لماذا لا يوجد ركاب بجانبي؟ أين طارق.. أقصد المضيف؟(مذياع).. أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم معنا.. نتمنى لكم سفراً مريحاً ووصولاً بالسلامة إن شاء الله.. معكم طارق في خدمتكم لمدة ثلاث ساعات وربع. 
تسارعت ضربات قلبها.. فقط؟ لا.. لماذا الرحلة قصيرة هذه المرّة؟ كانت تريدها رحلة لا تنتهي.
بدأ طارق يتفقّد الركاب.. وعيناه تستعجل الوصول إلى تلك السارقة لقلبه.. شعور غريب يشتعل داخله.. كأنّه اشتاق لها.. كأنّه يعرفها منذ نبض طويل.. التقت نظراتهما الذابلة الحارقة لعدة دقائق.. هدوء رهيب تتخلله نبضات قلوب تكاد تُسمع.. وحديث عيون يبوح بأكثر ما يستطيعه اللسان. ربما القدر قد فعل فعلته. سأعود.. سأعود.. قالها ومضى ينهي واجباته تجاه باقي الركاب.. عاد بعد قليل يحمل شيئاً من الضيافة.. و فنجان قهوة.. و وردة بيضاء.. استأذن بالجلوس في المقعد الفارغ لعدّة دقائق.. ليملأ ذلك الفراغ الكبير في المكان. أخبرها باختصار عن نفسه وأنّ هذه هي رحلته الأولى في العمل.. سألها إن كان بإمكانه مرافقتها في مهمتها.. كونه سيبقى ليومين في الإمارات.. بعد أن أخبرته بعملها و طبيعة مهمتها. وافقت على الفور.. فلم تكن تحلم وقتها بأكثر من ذلك. أجمل يومين في حياتهما.. عادا على متن الطائرة ذاتها.. على اتفاق مبدئي أن تكون نهاية رحلتهما السعيدة ضمن حقيبة برامج رمضان المقبل.
.. محمد عزو حرفوش..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق