الأربعاء، 26 فبراير 2020

قصة قصيرة ... للأديب ساحر الحرف د.غزال عثمان النزلي

ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺮﻗﺪ ﻓي ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻬﺮﻡ
ﺟﺴﺪﻩ ﻳﺰﻭﺭﻩ ﺷﺎﺏ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻳﺠﻠﺲ ﻣﻌﻪ
ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻞ ﻃﻌﺎﻣﻪ
ﻭﺍﻻﻏﺘﺴﺎﻝ
ﻭﻳﺄﺧﺬﻩ ﻓﻲ ﺟﻮﻟﺔ ﺑﺤﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ،
ﻭ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻠﻘﺎﺀ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ
ﻳﻄﻤﺌﻦ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﻟﺘﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻭﺗﺘﻔﻘﺪ ﺣﺎﻟﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ :
“ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﺑﻨﻚ !؟
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻄﻖ ﻭﺃﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ،
ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻨﻔﺴﻪ “ ﻟﻴﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ “ ..
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻜﻦ ﻓﻴﻪ
ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻣﺮﺓ ﻳﺒﻜﻲ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺑﻌﺪﻣﺎ
ﺗﻮﻓﻲ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭ ﻫﺪﺃﺗﻪ .. ﻭﺍﺷﺘﺮﻳﺖ ﻟﻪ
ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ،
ﻭﻟﻢ أﺣﺘﻚ ﺑﻪ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ .
ﻭﻣﻨﺬ ﻋﻠﻢ ﺑﻮﺣﺪﺗﻲ ﺃﻧﺎ ﻭﺯﻭﺟﺘﻲ ﻳﺰﻭﺭﻧﺎ ﻛﻞ
ﻳﻮﻡ
ﻟـ ﻳﺘﻔﻘﺪ ﺃﺣﻮﺍﻟﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﻫﻦ ﺟﺴﺪﻱ
ﻓﺄﺧﺬ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭﺟﺎﺀ ﺑﻲ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻟﻠﻌﻼﺝ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺳﺄﻟﻪ
” ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﺗﺘﻜﺒﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ ﻣﻌﻨﺎ؟ “
ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ..
(ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻓﻲ ﻓﻤﻲ ﻳﺎ ﻋﻤﻲ )!

ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ :
ﺍﺯﺭﻉ ﺟﻤﻴﻼ .. ﻭ ﻟﻮ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻪ
ﻓـﻠﻦ ﻳﻀﻴﻊ ﺟﻤﻴﻼ .. ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺯﺭﻋﺎ
ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ .. ﻭ ﺇﻥ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﻪ
ﻓﻠﻴﺲ ﻳﺤﺼﺪﻩ .. ﺇﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﺯﺭﻉ
راق لي
الدكتور غزال عثمان النزلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق