الثلاثاء، 26 مايو 2020

مذكرات محجر عليه صحيا....للمبدع مصطفى سليمان

💐 مذكرات محجر عليه صحيا 💐

- اليوم الثاني .

إن فهمت عني يا أنا
لن أكون أنا أيها ال أنت .. !!!

فلنقل من باب التحدي ..
خربشات هي كانت ذات صفاء
تنفث سحابا عطرة
تسوق رمالا ممطرة
ضدا في قصدي
لولاك لما كانت هي حكايات
أود فيها سماع صمت الكلمات و رؤية المحكي
حكايات لتخاريف على حد قول جدي ..
عندما تقصيني يا ال أنا
من أجلك أيها ال أنت ..
تخلق بغباوة الذكاء
عطف الغشاوة
تخلق بذوق بلورات الندى
أملا للفراشات الزاحفة انتظارا
للبراعم أن تعيش تسللا في الأزمان الحقيرة ..
أملا أن تتعايش في أمس ننتظره شوقا
ليس له غد يعيرنا مهلة المكان تطرفا
أليس فن التعايش يدرس في الأرحام ..
كيف تقبل الأم مهنة المحنة سعادة
محنة كائن من كان .. يصدح حياة في صمت
إلى ما قبل اختمار البدر
و الهالة الأخيرة
ثم يختفي صاعدا في الهبوط أرضا
تفصله ذرة زمن
و الحبل السري بمسافات الأمكنة عطفا ..
في أرحام تنجب خفافيشا للنور
بعدد النجوم و معالم قيد تفتيش
و من بحر أنوارنا ولدت أعلامنا
كرست حياتها تنش عنا فراشات السلام
عاشت حياتها عرضا طولا سعيدة عمياء
ألم تصدح طيورنا حتى حدود التخمة قمعا
و كذا من باب التجني
الجاهر سرا و ذاك العلني ..
مازالت الدنيا بخير على حد قول جدي ..
أوليس بين أمنية و ذكرى
مسافة زمن ليس إلا .. !!!
هكذا ختمت مشهدا
لمذكرات محجر عليه صحيا
في يومه الأول .. !!!

إن فهمت عني يا أنا
لن أكون أنا أيها ال أنت .. !!!

ترى هل تَعَوَّده الحجر
أم تساقطت لديه و أمام مرآى أذنيه
جميع نوافذ الجيران
إلا نافذة بيته الوحيدة
التي نجت المكوث تسلقا
لكل ترهات المحكي استباقا
ندري و نداري
يظنها المواساة و هو العارف بأمره
إلى مستقبل لن يعود ثانية
استهزاء بنا و به
ينظر من نافذته
عالما لم يكن أصلا موجودا حتى يعود ..
نحن من يتأخر على جميع مواعيده
سنون مرت بل رزمانة عقود
ننتظر العرائش
أن ترشينا تفاهات ليقظتنا
يا لتفاهة القنافيذ ببحر نسياننا
نطمع في أشواكها أن تتحول معجزة 
بكل الأشواك عناقيد .. 
و لكل واحد منا ذلا على ذل عنقود 
ألا يكفينا أننا غششنا المزايدات
لتعديل الموازنات لنزاعات مشبوهة انقرضت 
نداري صفاقتنا و كل القضايا قبل مهد الأساطير 
عرت عوراتها الرياح في يوم هادئ 
ضارب في قدم العتمة 
في صدى محارات العجائز .. 
كذلك الذي فقد حنجرته 
ينتظر عبثا قدوم الصوت 
راكبا سريع منتصف المكان 
إلى حدود آخر محطات الزمن إصرارا .. 
ينعم على سبيل الذكرى 
تهدهده و هو الشيخ في مهده 
تحرك المهد مربية الغربة تتقن فن اللعبة 
و في المستقبل البعيد الذي عشناه
هي حقيقة التخيلات .. آتية لا ريب 
مجرد مخلفات سهلة الصعوبة 
مجسدة في غابر نشوة .. 

إن فهمت عني يا أنا 
لن أكون أنا أيها ال أنت .. !!!

نبذتنا المرايا 
و لم تعد تطيق نسخنا 
و لا حتى التفكير 
في عكس صور أشباحنا .. 
يعيش و نعيش الحجر 
في تداخل كل الفصول 
ألف قرن و قرن و نحن محجرون 
فكيف السبيل إلى عجرفة 
في أن نبوح مقارنة 
لمبيت متخم الفخامة 
بنزل مكان 
يوم بأربعة فصول فاقت نجومه
عدد ما رصع به كتف زعيمنا استعطافا 
ينظر لحالنا بعين قساوة الرحمة 
اتجاه الأرض فقط إذا عطشت به السماء 
و لا خجل بأن يقال حُجِر علينا .. 
و لا أحد جرب السباحة غيرنا مهادنا
متخليا عن زعانفه 
تيارا مضادا موافقا محايدا 
و لو على سبيل الفضول .. 
كلنا نسخة طبق الأصل 
لشتات كل الفصول 
كلنا تعلم ركوب الخيل 
تعلمنا الرماية و السباحة ..
و لا أحد منا تجرأ و اندفع ملازما مكانه 
يحارب طواحين هواه 
كنهاية بداية تاريخ 
ينسينا لغة عصر بلون الرصاص  
و يذكرنا بلهجات الأماكن
ينفض عنا خمول مؤامرات 
حمست فينا ارتداء كل الأقنعة 
المكشوفة الساقطة عمدا 
حسم فيها التاريخ و التأريخ قطعا .. 

إن فهمت عني يا أنا 
لن أكون أنا أيها ال أنت .. !!!

مصطفى سليمان / المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق