اشتقت إليكِ
تدفعني كلمات الآخرين إليكِ
اليوم كتبت موعدا في دفتر المواعيد
وأنا أصبحت أخاف من البعيد
لأننا نصبح أبعد عن كل موعد
عنا لا يصبح عيد ونفرح
يجب أن أخاف قليلاً كي أظلّ معك
ثم إنّ الشجاعة لا تلهمني
وأنا أريد أن أسجل شيئاً
في دفتر مواعيدي
أكره أن أترك التاريخ واسم اليوم
على ذاكرة تمسح في المستقبل
الذي لا يأتي على بطاقة
لا تقرأها عينيكِ
وأسمع صوت شفتيكِ
جئت واليوم معك عيد
فالتاريخ المكتوب على البطاقة
يعمق خوفي. . . .
لو كتبت كلمات الآخرين هذه السنة لقلت:
يأتي
ولا يأتي
أتمنى أن. . .
لا أعرف. . . أنا يزيد خوفي
وكان لا بدّ أن يأتي
وأنا أتيت
وهل يمتلئ الفراغ
فأنا أحدق منذ سنين
ولا أرى إلا الفراغ
لا عربات مسافرين
ولا عربات عائدين
يحدث أن أقول بأنكِ عدتِ
ويرحل هذا الخوف بعيدا
إلى عالم مختلف عن عالمي يقاتل فيه
وقد يموت
ولكني بدأت أجمع صور الذكريات
وأسمع صوتا
تحب الامتلاك
والآن ترحل.
كنتِ نافذة فرح
لكنها السنين حملتكِ مع المسافر
إلى البعيد
وهذا الفراغ يمقتكِ
ويمقتني
ويمقت مواعيدي المكتوبة
سجين للماضي
فقف على رصيف للحاضر جديد
لكني لا أعرف
كيف سأذكركِ
وإلا سأعود إلى الفراغ
والوقوف على مفترق الطرق
ويعود الخوف من الماضي
صاحب لا يرحل إلى البعيد
الديوان: لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان.
القصيدة: فراغ بعد الرحيل.
للشاعر:
قدري المصلح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق