سلام الله عليكم.
وفي السلام تحية وطمأنينة وفعل رحيم وطيب الكلام.
والعنف بعيد كل البعد عن ماسبق إن لم نقل نقيضه.
العنف بالقول أو الفعل مدان وهدّام وهو جريمة بكافة صوره وأشكاله.. سواء استهدف أيّ كائن كان نباتاً أو حيواناً.. فكيف الأمر إذا استهدف الإنسان؟!
العنف.. مدان ضد الكبير والصغير والذكر والأنثى.
وحتّى نركّز بقعة الضوء قليلاً.. نحدّد الحديث عن العنف ضد المرأة.
نبذة بعجالة.. طالما كان وضع المرأة في المجتمعات عبر الأزمان مرتبطاً بحال هذه المجتمعات رقيّاً وانحطاطاً.. فكلّما ارتقى المجتمع أخلاقيّاً وفكريّاً وثقافيّاً وصحيّاً.. ارتقى مستوى المرأة وتميّزت قيمتها فيه.. والعكس صحيح.
العنف هو أحد أشكال الظلم الذي تتعرض له المرأة عبر العصور وحتّى أيامنا هذه.
صحيح أنّ مستوى هذا العنف ونسبته يختلف من زمن لآخر.. وبين مجتمع وآخر.. غير أنّه مازال موجوداً.
العنف ضد المرأة.. يأخذ صوراً عدّة.. جسدياً ونفسيّاً وجنسيّاً.. ولكلّ منها آثاره على المرأة خاصّة وعلى المجتمع عامّة.. فالتضييق على المرأة وحرمانها من حقوقها وزجرها والنظرة الفوقيّة لها وغير ذلك الكثير هو عنف شديد.
ويعود هذا العنف إلى أسباب عدّة تختلف باختلاف الأزمنة والمجتمعات كما أسلفنا.. غير أنّ الكثير من هذه الأسباب مشترك.. ومنها على سبيل المثال لا الحصر.. الجهل.. قلّة التربية والأخلاق.. الموروثات الاجتماعية البائسة البالية.. ضعف الثقة بالنفس من قبل المرتكِب.. كذلك فائض القوّة.. وانعدام بعض الخدمات الأساسيّة أو تدنيها كالتعليم والعدالة وعدم اشهار حالات العنف والإعلان عنها من قبل المعنّفات ولا سيما الناجيات منهنّ.. وهذا بدوره يعود لأسباب كثيرة.. ولا شكّ أنّ نسبة هذا العنف تزداد في أزمنة الحروب والكوارث سواء كان ذلك بفعل الطبيعة أو الوحوش البشريّة.
العنف والقانون.. جميع القوانين والتشريعات السماوية والوضعية ترفض هذا العنف وتدينه وتؤيّده بالجزاء على المرتكب.. لكن بطبيعة الحال النصوص لا تكفي ولا تعطي ثماراً بدون الشكوى والإعلان عن هذا العنف.. ويبقى أثرها خفيفاً طالما بقي العنف حبيس الجدران والصدور.
العلاج.. إذا أقررنا بأنّ العنف ضد المرأة جريمة أو بمعنى أدق مشكلة عامّة وعالميّة.. تلامس عتبة الأمراض في بعض المجتمعات.. فهذا يفترض ويفرض البحث عن علاج ناجع.. وأولى خطوات هذا العلاج إزالة أسباب هذا المرض التي ذكرنا بعضها.. ومع أنّ العالم قد حدّد يوماً دوليّاً للقضاء على العنف ضد المرأة في الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني من كل عام.. إلا أنّ التذكير بالمشكلة دوريّاً لا يشكّل علاجاً لها.. إذا لم يقترن ذلك بخطوات عمليّة وفكريّة وثقافيّة دائمة على مدار الأيّام كافة.. ويكون ذلك بالتشارك والتشابك بين منظمات وهيئات أهليّة وحكوميّة عمادها أفراد قادرون ومقتنعون بأهميّة القضاء على العنف ضد المرأة لما له من آثار كارثيّة مدمّرة ليس فقط على المعنّفات بل على المجتمعات عامّة.
وهنا يجب التنويه إلى أهميّة دور الإعلام بأنواعه في تسليط الضوء على هذه الجريمة مع ما يقتضيه ذلك من عقد ندوات خاصّة بهذا الموضوع وتوصيات ترفد عمل الجهات المنوط بها القضاء على هذه الجريمة.. والتركيز على أهمية الإخبار عن حالات العنف والتعنيف هذه حتى يمكن الوصول إليها.
أعلم أن حجم هذه المشكلة أكبر من أنّ تحتويه سطور أو مقالات.. لكن لابأس بالإضاءة والتذكير ولو كان بضوء شمعة.
نأمل بالوصول إلى عالم راقٍ خالٍ من العنف بكافة صوره.
المرأة نصف المجتمع وأكثر.. وتربّي النصف الآخر.. فكيف يحدث كلّ هذا النكران؟!
دمتم بخير.
.. محمد عزو حرفوش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق