سألني ما بك؟!
أجبته :
لست على مايرام ، أشعر أني مكبلة بقيود الأصفار والأرقام .
وكذا غيري يئن تحت سقف تلك الحروف المسماه بالأعوام
لم أعد كما كنت مغشاة بالأوهام، وحتما لدي ما أقوله لتلك الأيام.
كانون على الأبواب يلملم متاعه للرحيل مع العام، وكانون يستعد للهبوط على أرض الأحلام، لست أدري أهو سراب الأيام أم غيث الأسحار.
نكهة الحياة تبدو مضطربة تجازف في بحر لجي يغشاه الموج من فوقه موج من فوقه أمواج الحياة، كأنما عرافة اضطرب الفنجان من يدها فسكب خطوط الدهر على أوراق القلوب المنهكة من خريف أرقام تساقطت أوراقها كما لو كانت حمما قذفتها براكين من الأحزان والألام.
أضغاث أحلام بدت تطفو على سطح الروح في يقظة يتم تجهيز جثمانها للتشيع والتحضير لمراسم دفن يليق بها، والصوان مجهز بحصيرة قش ممزقة، وتراب مدجج بالأفاعي والعقارب، والضواري تملأ المكان؛ لحراسته من أيلٍ أتى من خلف بلاد الأحلام يرتدي بزةً حمراء وفي جعبته ألوان رسم ليلون لنا حياة، قالوا لنا في سالف الأزمان أن الله جعلها حقا لنا، كاذب من قال لنا ولو صدق كمنجم كذب وهو من الصادقين.
هل عندك ما تقولينه؟!
وا عجبا !!!
أو تسأل بعد؟!
ألم تعِ ما ذكره قعر الفنجان
عذرا نسيت أن العرافة سكبته على عينيك كي لا ترى ما خبأه القعر.
أمهلني بعض الأيام هي عبارة عن أصفار وأرقام ستزيد من أعباء كاهلنا كسابق الأعوام.
غريبة أنا في بلاد عقلة الأصبع ومملكة المساواة.
قلقة من بلاد العجائب التي أسير في طرقاتها مع ألس في شاشة ديزني.
ونبيل صادق يبحث عن سندريلا ويستقصي أمر الحذاء بغير غدر أو محاباة.
اتريد المزيد؟!
خذها مني عبرة، كل ما ذكرت لك عن مملكة المساواة وأرض العجائب والنبيل هي حقيقة وليست من عالم الخيال، بل ما تقرأه في حروف العامة من شكوى وتذمر وهراء هو الخيال، اصطنعوا من أضغاث أحلامهم واقعا وقالوا عنه ليست حياة، والحق أننا نحيا حياة ليست كأي حياة ، لكنه طبع بني البشر الشكوى من الأحلام.
هل يكفي أم أزيد؟!
وهل بقي المزيد؟!
أليس في كل يوم جديد، ونحن فقط نزيد دون جديد .
نزيد حزنا وألما، تشتتا وتشرذما، نزيد أصفارا وأرقاما، وكذا نزيد أعواما.
انتبه: لا تنسَ أننا نزيد أرواحا بلا أرواح، وتبقى أحلامنا في الحياة أضغاث أحلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق