اشرأب عنقي
فتزاحمت الصفحات ترد السلام
تغرقني إلهاما
تسكب عطور البيان
تترعني خمرة الحرف الشجي
فيعزف على أوتاري
ويصحو عشق الضاد
في شراييني
ويعلو بي
فأعلو به
وأعتلي
لأخيط من سناه
وطنا لي
فيمنحني الهوية
وتأشيرة سرمدية
أنا السابحة بين صفحاته
حد التجلي ...
حد التماهي ...
حد التيه ...
وأنا المتناثرة بعد تجمعي
هطلا سخيا ،يغمرني
شاردة فيه
حرفا ونبضا ونظما
وخيالا وحياة
أنا الحرية
حين أناشده كتابا ومرجعا
وإلهاما وقرطاسا وقلما...
يدونني في باحاته حلما
أنا الفتية
فيه أذوب عشقا
أتخمر إن التحم بي
وداهمني
يتلاشى العالم من حولي
ويصييرني صريعة هواه
أسارع لعناقه لتجدني
هوسا في ثناياه
هو حرفي وأناي
متعبدة ،متجهدة،متجددة في محرابه
ولا اختيار ولا خيار سواه
قدر يسكنني
يسرقني
ينازلني
يغازلني
يقتلني
ويحييني
ثم بي يسري في ملكوت سماه
فألتف الغيم
وأندس فيه
متشبعة بنغمات هوائه
وهواه.
ملاك يجوب أروقة سماه
ولا رجوع عنه
وإن عدت كان الكلل
فعدت فيه حالمة ،ساكنة
مرتفعة إليه وبه في قباب السماء .
بقلم
نعيمة مناعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق