-- بقلمي أشرف عزالدين محمود
-نافذتي مشرعة للعصافيرِ أختلس النظر منها إلى حديقة غناء فيها الأشجار، تطاولُ جدرانَ بيتي العتيق وأدهشُ:.آهٍ..متى نما و كبرَ الشجر ..حتى عانق الأسوار دون أن أنتبه أو أدري..فينتابني أسى يجعلني أسرع إلى المرايا لأبصرُ وجهي المجعّدَ، يكسوه حلمَ المرايا…التي خدعتني…كيفَ تسلّقَت الهموم جدرانَ قلبي، وكيف شاخَت أغصانُهُ، بعدُ ما كانت مثقلةٌ بالندى الحلوِّ والزقزقات...فأعود وأقولُ: غداً..،سأرتّبُ أثاثَ عمري كما أنا أريد وكما أشتهي..أنفّضُ عنها غبارَ الشجونْ وأمسحُ عنها القلقْ.وأصنعُ لي فسحةً ملئ بالهدوءِ، وطاولةً للكتابةْ إلى مَتى تظلُّ مشرّد في المقاهي…وأرصفةِ الذكرياتِ التى تقاسمك الحز وتقاسمها أنت البردَ، والجوعَ، والأمنياتِ فهل لك أن نستريحَ معاً…!؟ أعود فأقولُ: غداً سوفَ أجمعُ كلَّ نثاري و ألملم ما قد تبعثرَ من كتبي،وعناوينِ صحبي، المواعيدِ، فأحلامِ عمري أصبحت كومضِ النجومِ البعيدةِ…أرقبها، تتوهجُ في عتمةِ الليلِ، أو تنطفئ في الصباحْ…!..كل شيئ من رمادِ الرسائلِ، إلى بوحِ النساءِ الندي…ويأتي الغدُ محملا .مثقلاً …يتركُ عند عتبةِ البابِ، أحزانه والحقائبَ….كمْ أرهقتني هذي الحقائبُ المثقلات وكعادة الغد مثلما يفعل سوفَ يلقي لخيباتنا، نظرات ..ونظرات متتالية هازئاً، ساخراً..مستنكرًا ثم يمضي…بدون اكتراث!..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق