نفحات رمضانية..... للمبدع مقدير ابراهيم

نفحات رمضانية
"""""""""""""""""
هي دواليب إيمانية تدور  كلما لاح هلال رمضان....فتُجدد وتُنظف كما التروس ...
فيبدل زيتها وصمغها وتراجع داراتها ...
وأوعية أفئدة تفرغ من الخطايا وشوائب الزلات والسقطات كما تنظف اواني البيت مما علق بها من الفضلات والترسبات...
فسحة مجانية سائغة عربونها الإخلاص ومفتاحها نية الزلفى إلى صاحب الكرم والجود ..يبرم فيها عقد قديم  جديد مع السجاجيد ...ويعقد مع آيات الكتاب ميثاق وطيد ...وتطهر فيها النفس من كل غل وحقد غائر عتيد ...
يطيب فيها الماء والطهور ...وتنشرح لها الصدور ...من طلوع الفجر حتى السحور ...
تذوي الروح في ليال بهيجة هائمة في الملكوت ركوعا ...وتذوب في التذلل لخالقها عند السجود خشوعا..
تجود اليمين بما منَّ الخالق على الفقير المسكين فتطرب النفس وتطيب لذاك وتستكين ...
أو تُشد الرحال حيث طه الأمين ...حيث عبق الجنان والرياحين عند مقام أب المرسلين ...حيث سلم الذبيح وتله للجبين ..
هي نافذة شرِّعتْ  لا حدود لنسائمها وبئر معطاءة لا قيود لأشطانها ولا نضوب ولا غور لمائها...
هي أيام وليال توجت الدهور ...وأنارت بفضلها ظلمة الديجور وحملت معها فوانيس تنير وحشة القبور ...
هي أرضية وبسيطة مستوية لكل متزن سوي لأن يبرح كل شحناء  ويهجر كل ضغينة  ...
هي حقل شاسع ومرج فسيح ...يتبارى فيه المخلصون على قطف زاد مطمئن مريح ...
هي لعمري  فرصة لنيل الرضوان والفوز بالجنان ..من لدن الملك الديان ..
مقدير إبراهيم ...