( حُرقَةُالأَشواق .! )*
- للمُتَمَرِّد -
ناحَ اليَراعُ وَرَاحَ يَسكُبُ دَمعَهُ
فَوقَ السُّطورِ جَداوِلَاً وَسَواقي
وَيئِنُّ مِن هَجرِ الأَحِبَّةِ يَشتَكي َ غَدرَ الزَّمانٍ ، وَلَوعَةَ المُشتاقِ
يًبكي عَلَى أَطلالِ مَن رَحَلوادَمَاً
هَجَرُوا الدِّيارَ وَطَلَّةَ العُشَّاقِ
أَحجارُ سورِ البَيتِ تَبكِ كَأَنَّها
فَقَدَت وَليفَ الدَّارِ دونَ عِنَاقِ
وَتَهَتَّكَت جُدرانُهُ وَتَشَقًّقَت .!
حُزنَاً عَلى أَمَلِ الحَبيبِ تُلاقي
أَشجارُ أَيكَتِه نَضَارَتُها اختَفَت
أَغصانُها ذَبُلَت وَغَابَ السَّاقي
حتَّى طُيورَ الدُّوري كُلَّها هاجَرَت
تِرَكَت حَنِينَ الغُصنِ وَالأَوراق ِ
أَمَّا السُّنونو راحَ يَسكُبُ دَمعَهُ
وَيُغَنِّي أَلحَانَاً لِتَبكي مَآقي .!
رَبَّاهُ ماذا فَعَلتَ مِن اَوزار كَي
تُضنِ الجُفونَ بِحُرقَةِ الأَشواقِ
وَيَنوءُ قَلبي في أَواخِرِ عُمرِهِ
أَلَمَاً فَأينَ عَدَالَةَ ... الخَلَّاقِ
لَم اَُجنِ في عُمري عَلى أَحَدٍ وَلا
عِندَ الغِنى .. أو .. شِدَّةِ الإِملاقِ
آمَمَنتُ في قَدَري وَرِبُّنا قَد رَسَم.!
طَمَعَاً .. بِجَنَّةِ .. باعِثِ الأَخلاقِ
رَبَّاهُ .. وَاغفِر زَلَّتي .. وَخَطيئَتي
أَنتَ المُهَيمِنُ أنتَ دَومَاً باقي ..!
أَنتَ العَليمُ وأَنتَ .. رَمزُ عِبادَتي
أَنتَ الغَفورُ .. وذَاكَِ دون نِفاقِ
وَعلى المَدى دَومًاً اَنوحُ أَحِبَّتي
أَستَذكِرُ الخِلَّان ، جَمعُ رِِفاقي
وأَهيمُ في الحاراتِ أَرقَبُ أهلُها
عَلِّي أَرى .. نِدًّاً لَهُم .!. وَأُلاقي
وَأُعيدُ لِلمِهَجٍ الحَزينةِ وَهجُها
ولتَختَفِي الآهاتُ مِن أَعماقي
لَكِنَّ .!. رَبِّي عَزَّ شَأنَاً .!. عِزَّهُ
قَد حَلَّلَ الهُجرانَ بَعدَ تَلاقي
كَيما يَدومُ الدَّمعُ يَروي وَجنَةً
كَالجَدوَلِ النَّعسانِ وَالرَّقراقِ
وَلِتَبقى ذِكراهُم بحَلقِيَ شَوكَةٌ
تُغني عَنِ الآهاتِ .. والإخفاقِ
( سُهيل عاصي )*
- المُتَمَرِّد -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق