الأحد، 26 مايو 2019

بعد منتصف الليل.... للمبدعة أمل درويش

بعد مُنتصفِ الليل..
بقلمي د/ أمل درويش.

بعد مُنتصفِ الليل..
تذوبُ الحدودُ وتفنىٰ تفاصيلها العنيدة..
تستلقي الأرواحُ علىٰ شواطئٍ بعيدة..
تُرخي أجنحتها، تهجر أعشاشها..
وكلّ عاداتها البغيضة..
تنسىٰ هزائمها السابقة،
وتغرق في أحلامها السعيدة..
بعد منتصف الليل..
تنظر لمرآتك فلا تجدك..
أرواحٌ كثيرةٌ التبستك..
وغاصتْ في جُبٍّ سحيقة..
بعثرتكَ..
وعبثتْ بوقارٍ زائفٍ بَرَعتَ في إسداله ساعات..
تجزعُ من هول المفاجأة أم تفرح؟
أنّك مازلتَ دونَ قوائمِ الأموات..
فهذا النبض الساري في أوصالك،
مازال يندفع كطوفان..
فلماذا تكبِته بِألفِ سدٍّ؟
بعد منتصف العمر..
هل جربتَّ أن تعودَ طفلًا؟
وصباكَ أمامك تهرع إليه..
تحلم بانفراطِ عقد السنوات..
لتجمعَ منها ما يُلقيگ علىٰ شاطئ الشباب..
وما تلبث أنْ تُعاودَ النظرَ لمرآتك..
فتجد الموجَ ألقاك علىٰ شاطئٍ بعيد..
أبعد ممّا اخترت..
وكأنها أيامٌ مرّت..
لو كانت دقات الساعة بيديك..
لأنصفتَ نفسك وأعدتها للخلف ساعات..
وكيف تنصفك وهي مازالت تلهث؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق